تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{وَمِزَاجُهُۥ مِن تَسۡنِيمٍ} (27)

الآية 27 : وقوله تعالى : { ومزاجه من تسنيم } قيل : التسنيم شيء أعده الله تعالى لأوليائه ، لم يطلعهم عليه في الدنيا ، وهو { من قرة أعين } [ السجدة : 17 ] التي لا تعلمها الأنفس : فوصف مرة المزاج{[23319]} بالمسك ومرة بالكافور بقوله : { كان مزاجها كافورا } [ الإنسان : 5 ] ومرة أخبر أنه ممزوج بالتسنيم ، ولم يبين ما التسنيم ، والسنام ما ارتفع من الشيء ؛ فيجوز أن سمى تسنيما لأنه ينحدر إليهم من الأعلى ، وأخبر أنه ممزوج بما إلى مثله ترغب الأنفس في الدنيا ، وتشتاق إليه . ألا ترى أن الشراب في الدنيا إذا كان ممزوجا فهو في القلوب أوقع منه ، وتكون الأنفس إليها أرغب منه إذا كان ممزوج ، فرغبوا بمثله في الآخرة ؟

وذكر بعض أهل التفسير أن المقربين يسقون من ذلك الشراب صرفا ، ويمزج لغيرهم .

وقال الحسن : المزاج يكون للمقربين وغيرهم ، وجعل الممزوج منه أشرف على ما ذكرنا .


[23319]:في الأصل وم: بالمزاج.