النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ} (4)

{ إنّ سَعْيَكم لشَتّى } أي مختلف ، وفيه وجهان :

أحدهما : لمختلف الجزاء ، فمنكم مثاب بالجنة ، ومنكم معاقب بالنار .

الثاني : لمختلف الأفعال ، منكم مؤمن وكافر ، وبر وفاجر ، ومطيع وعاص .

ويحتمل ثالثاً : لمختلف الأخلاق ، فمنكم راحم وقاس ، وحليم وطائش ، وجواد وبخيل . وعلى هذا وقع القسم .

وروى ابن مسعود أن هذه الآية نزلت في أبي بكر رضي الله عنه ، وفي أمية وأبّي ابني خلف حين عذّبا بلالاً على إسلامه ، فاشتراه أبو بكر ، ووفي ثمنه بردةً وعشر أوراقٍ ، وأعتقه للَّه تعالى ، فنزل ذلك فيه .