فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ} (4)

{ إن سعيكم لشتى } هذا جواب القسم أي أن عملكم مختلف فمنه عمل للجنة ومنه عمل للنار أو منكم مؤمن وكافر أو منكم مثاب بالجنة ومعاقب بالنار ، أو منكم راحم وقاس وحليم وطائش وجواد وبخيل{[1715]} .

قال جمهور المفسرين السعي العمل ، فساع في فكاك نفسه وساع في عطبها ، وشتى جمع شتيت كمرضى جمع مريض ، وقيل للمختلف شتى لتباعد ما بين بعضه وبعض ، والشتات هو الافتراق ، وسعيكم مصدر مضاف فيفيد العموم فهو جمع معنى وإن كان مفردا في اللفظ ولذا أخبر عنه بالجمع وهو شتى فهو بمعنى مساعيكم .


[1715]:روى مسلم في "صحيحه" 1/ 203 عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها، أو موبقها" أي: كل إنسان يسعى بنفسه، فمنهم من يبيعها لله بطاعته فيعتقها من العذاب، ومنهم من يبيعها للشيطان والهوى باتباعها فيوبقها، أي: يهلكها.