محاسن التأويل للقاسمي - القاسمي  
{إِنَّ سَعۡيَكُمۡ لَشَتَّىٰ} (4)

وقوله : { إن سعيكم لشتى } جواب القسم أو هو مقدر كما مر تفصيله أي مختلف في جزائه ومفرق في عاقبته فمنه ما يسعد به الساعي ومنه ما يشقى به فشتان ما بينهما كما فصله بعد و { شتى } إما جمع شتيت أو شت ، بمعنى متفرق والمصدر المضاف يفيد العموم فيكون جمعا معنى . ولذا أخبر عنه ب { شتى } وهو جمع وفيه وجه آخر وهو أنه مفرد مصدر مؤنث كذكرى وبشرى فهو بتقدير مضاف أو مؤول أو يجعله عين الافتراق مبالغة .

قال الرازي ويقرب من هذه الآية قوله{[7484]} { لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة } وقوله {[7485]} { أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون } وقوله {[7486]} { أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }


[7484]:59 / الحشر/ 20.
[7485]:32 / السجدة / 18.
[7486]:45/ الجاثية/ 21.