الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{قَالُوٓاْ أَجِئۡتَنَا لِتَأۡفِكَنَا عَنۡ ءَالِهَتِنَا فَأۡتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّـٰدِقِينَ} (22)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: قالت عاد لهود، إذ قال لهم لا تعبدوا إلا الله: إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم، أجئتنا يا هود لتصرفنا عن عبادة آلهتنا إلى عبادة ما تدعونا إليه، وإلى اتباعك على قولك... قال ابن زيد، في قوله:"أجِئْتَنَا لِتَأفِكَنا عَنْ آلِهَتِنا" قال: لتزيلنا... "فَأْتِنا بِمَا تَعِدُنا "من العذاب على عبادتنا ما نعبد من الآلهة إنْ كُنْتَ من أهل الصدق في قوله وعدَاته.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

أجئتنا لتصرفنا عن عبادة آلهتنا. وقال بعضهم: لترُدّنا عن عبادة آلهتنا. وقال بعضهم: لتكذّبنا في آلهتنا. والإفك: الكذِب، وكلّه واحد...

وأصل الإفك: الصّرف؛ كأنهم قالوا: أجئتنا لتصرفنا عن عبادة آلهتنا، والله أعلم...

{فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين} كانوا يقولون ذلك استهزاءا منهم، ولم يزل الكَفَرة يسألون، ويستعجلون العذاب الذي كانوا يوعدون استهزاء بهم وتكذيبا بما كانوا يوعدون،...

البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي 745 هـ :

{قالوا أجئتنا}: استفهام تقرير، وتوبيخ وتعجيز له فيما أنذره إياهم من العذاب العظيم على ترك إفراد الله بالعبادة...

تفسير القرآن العظيم لابن كثير 774 هـ :

استعجلوا عذاب الله وعقوبته، استبعادًا منهم وقوعه...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{قالوا} أي منكرين عليه: {أجئتنا} أي يا هود {لتأفكنا} أي تصرفنا عن وجه أمرنا إلى قفاه {عن آلهتنا} فلا نعبدها ولا نعتد بها...

{فأتنا بما تعدنا} سموا الوعيد وعداً استهزاء به. ولما كان ذلك معناه تكذيبه، زادوه وضوحاً بقولهم معبرين بأداة الشك إشارة إلى أن صدقه في ذلك من فرض المحال: {إن كنت} أي كما يقال عنك. كوناً ثابتاً {من الصادقين} في أنك رسول من الله وأنه يأتينا بما تخافه علينا من العذاب إن أصررنا.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

أي: ليس لك من القصد ولا معك من الحق إلا أنك حسدتنا على آلهتنا فأردت أن تصرفنا عنها...

{فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ} وهذا غاية الجهل والعناد...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

سوء الظن وعدم الفهم، والتحدي للنذير، واستعجال العذاب الذي ينذرهم به، والاستهزاء والتكذيب. وإصرار على الباطل واعتزاز!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والمعنى: ائتنا بالعذاب الذي تَعِدنا به، أي عذاب اليوم العظيم، وإنما صرَفوا مراد هود بالعذاب إلى خصوص عذاب الدنيا لأنهم لا يؤمنون بالبعث وبهذا يؤذن قوله بعده {فلما رأوه عارضاً} [الأحقاف: 24] وقوله: {بل هو ما استعجلتم به} [الأحقاف: 24]. وأرادوا: ائتنا به الآن لأن المقام مقام تكذيب بأن عبادة آلهتهم تجر لهم العذاب. و {من الصادقين} أبلغ في الوصف بالصدق من أن يقال: إن كنت صادقاً، كما تقرر في قوله تعالى: {وكان من الكافرين} في سورة البقرة (34)، أي إن كنت في قولك هذا من الذين صدَقوا، أي فإن لم تأت به فما أنت بصادق فيه.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

فهم في الجملة الأولى يقولون: إنّ دعوتك كاذبة، لأنّها تخالف آلهتنا التي تعوَّدنا على عبادتها، وهي إرث ورثناه عن آبائنا. ونراهم في الجملة الثّانية يطلبون وقوع العذاب! ذلك العذاب الذي إن نزل بهم فلا رجعة معه مطلقاً، وأي ذي لب يتمنّى نزول مثل هذا العذاب، حتى وإن لم يكن لديه يقين بوقوعه؟