الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع  
{فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَـٰٓؤُاْ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (17)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره: فكان عُقبى أمر الشيطان والإنسان الذي أطاعه، فكفر بالله؛ أنهما خالدان في النار ماكثان فيها أبدا...

{وَذَلكَ جَزَاءُ الظّالِمِينَ}: وذلك ثواب اليهود من النضير والمنافقين الذين وعدوهم النصرة، وكلّ كافر بالله ظالم لنفسه على كفره به أنهم في النار مخلّدون.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

{فكان عاقبتهما} يعني عاقبة الفريقين؛ الداعي والمدعو من الشيطان ومن أغواه والمنافقين واليهود، (أنهما في النار) معذبان فيها.

والعاقبة: نهاية العمل في البادية.

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

{فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا}: الداعي الذي هو الشيطان، والمدعو الذي هو الإنسان حين أطاعه.

{أَنَّهُمَا فِي النَّارِ خَالِدَيْنِ فِيهَا} كما قال تعالى: {إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.

{وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ} الذين اشتركوا في الظلم والكفر.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

[نص مكرر لاشتراكه مع الآية 16]

يضرب لهم مثلا بحال دائمة. حال الشيطان مع الإنسان، الذي يستجيب لإغرائه فينتهي وإياه إلى شر مصير وصورة الشيطان هنا ودوره مع من يستجيب له من بني الإنسان، تتفقان مع طبيعته ومهمته. فأعجب العجب أن يستمع إليه الإنسان. وحاله هو هذا الحال! وهي حقيقة دائمة ينتقل السياق القرآني إليها من تلك الواقعة العارضة. فيربط بين الحادث المفرد والحقيقة الكلية، في مجال حي من الواقع؛ ولا ينعزل بالحقائق المجردة في الذهن. فالحقائق المجردة الباردة لا تؤثر في المشاعر، ولا تستجيش القلوب للاستجابة. وهذا فرق ما بين منهج القرآن في خطاب القلوب، ومنهج الفلاسفة والدارسين والباحثين!

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والعاقبة السّوأى جزاء جميع الظّالمين المعتدين على الله والمسلمين.

فكما كانت عاقبة الكافر وشيطانه عاقبة سوء، كذلك تكون عاقبة الممثلين بهما وقد اشتركا في ظلم أهل الخير والهدى.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وهذا أصل كلّي، فإنّ عاقبة تعاون الكفر والنفاق، والشيطان وحزبه، هو الهزيمة والخذلان، وعدم الموفّقية، وعذاب الدنيا والآخرة، في الوقت الذي تكون ثمره تعاون المؤمنين وأصدقائهم تعاون وثيق وبنّاء، وعاقبته الخير ونهايته الانتصار والتمتع بالرحمة الإلهية الواسعة في عالم الدنيا والآخرة.