قوله تعالى : { فَكَانَ عَاقِبَتَهُمَا أَنَّهُمَا فِي النار } .
العامة على نصب «عَاقِبتَهُمَا » والاسم «أن » وما في حيزها ، لأن الاسم أعرف من { عاقبتهما أنهما في النار } . وقد تقدم تحرير هذا في «آل عمران »{[56053]} و«الأنعام »{[56054]} .
وقرأ الحسن وعمرو{[56055]} بن عبيد وابن أرقم : برفعها ، على جعلها اسماً ، و«أن » وما في حيزها خبر كقراءة : { ثُمَّ لَمْ تَكُن فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ }[ الأنعام : 23 ] .
قوله : { خَالِدِينَ فِيهَا } .
العامة على نصبه ، حالاً من الضمير المستكن في الجار لوقوعه خبراً .
والتثنية ظاهرة فيمن جعل الآية مخصوصة في الراهب والشيطان ، ومن جعلها في الجنس فالمعنى فكان عاقبة الفريقين أو الصنفين{[56056]} .
قال مقاتل : يعني المنافقين واليهود .
ونصب «عَاقِبتَهُمَا » على أنه خبر «كان » والاسم { أَنَّهُمَا فِي النار } .
وقرأ عبد الله ، وزيد{[56057]} بن علي ، والأعمش ، وابن أبي عبلة : برفعه خبراً ، والظرف ملغى ، فيتعلق بالخبر ، وعلى هذا فيكون تأكيداً لفظيًّا للحرف ، وأعيد معه ضمير ما دخل عليه كقوله : { فَفِي الجنة خَالِدِينَ فِيهَا } .
وهذا على مذهب سيبويه{[56058]} ، فإنه يجيز إلغاء الظرف وإن أكد .
والكوفيون يمنعونه ، وهذا حجة عليهم ، وقد يجيبون بأنا لا نسلم أن الظرف في هذه القراءة ملغى بل نجعله خبراً ل «أن » و«خالدان » خبر ثان ، وهو محتمل لما قالوا إلا أن الظاهر خلافه .
قال القرطبي{[56059]} : وهذه القراءة خلاف المرسوم .
وقوله :{ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظالمين } أي : المشركين ، كقوله :{ إِنَّ الشرك لَظُلْمٌ عَظِيمٌ }[ لقمان : 13 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.