المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٖ شَدِيدٍ} (2)

2- طريق الله الذي له كل ما في السماوات وما في الأرض - خلْقاً ومُلْكاً - إذا كان هذا هو حال الإله الحق ، فالهلاك بعذاب شديد للكافرين .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱللَّهِ ٱلَّذِي لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلۡأَرۡضِۗ وَوَيۡلٞ لِّلۡكَٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٖ شَدِيدٍ} (2)

وقرأ نافع وابن عامر «اللهُ الذي » برفع اسم الله على القطع والابتداء وخبره «الذي » ، ويصح رفعه على تقدير هو الله الذي . وقرأ الباقون بكسر الهاء على البدل من قوله :

{ العزيز الحميد } ، وروى الأصمعي وحده هذه القراءة عن نافع . وعبر بعض الناس عن هذا بأن قال : التقدير : إلى صراط الله العزيز الحميد ، ثم قدم الصفات وأبدل منها الموصوف .

قال القاضي أبو محمد : وإذا كانت هكذا فليست بعد بصفات على طريقة صناعة النحو ، وإن كانت بالمعنى صفاته ، ذكر معها أو لم يذكر{[6996]} .

وقوله : { وويل } معناه : وشدة وبلاء ونحوه . أي يلقونه من عذاب شديد ينالهم الله به يوم القيامة ، ويحتمل أن يريد في الدنيا ، هذا معنى قوله : { وويل } . وقال بعض : «ويل » اسم واد في جهنم يسيل من صديد أهل النار .

قال القاضي أبو محمد : وهذا خبر يحتاج إلى سند يقطع العذر ، ثم لو كان لقلق تأويل هذه الآية لقوله : { من عذاب } وإنما يحسن تأوله في قوله : { ويلٌ للمطففين }{[6997]} [ المطففين : 1 ] وما أشبهه ، وأما هنا فإنما يحسن في «ويل » أن يكون مصدراً ، ورفعه على نحو رفعهم : سلام عليك وشبهه .


[6996]:عند تقديم الصفة على الموصوف يجوز في الإعراب أن تعرب الصفة نعتا مقدما، ويجوز أن تجعل ما بعد الصفة بدلا، و يجوز أيضا أن تضيف الصفة إلى الموصوف ، ذكر ذلك أبو الحسن بن عصفور، و مما جاء فيه تقديم الصفة قول الشاعر: والمؤمن العائذات الطير يمسحها ركبان مكة بين الغيل والسعد. فلو جاء على المألوف الكثير لكان نصه: "والمؤمن الطير العائذات".
[6997]:الآية (1) من سورة (المطففين).