المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

59 - أتجحدون كل حق ؟ ، فمن هذا القرآن تعجبون إنكاراً ، وتضحكون استهزاءً وسخريةً ، ولا تبكون كما يفعل الموقنون ، وأنتم لاهون متكبرون ؟ !

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

قوله تعالى : { وأنتم سامدون } لاهون غافلون ، والسمود : الغفلة عن الشيء واللهو ، يقال : دع عنا سمودك هذا رواية الوالبي والعوفي عن ابن عباس . وقال عكرمة عنه : هو الغناء بلغة أهل اليمن ، وكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا . وقال الضحاك : أشرون يطرون . وقال مجاهد : غضاب مبرطمون . فقيل له : ما البرطمة ؟ قال : الإعراض .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

والسامد : اللاعب اللاهي ، وبهذا فسر ابن عباس وغيره من المفسرين . وقال الشاعر [ هذيلة بنت بكر ] : [ مجزوء الكامل ]

قيل قم فانظر إليهم*** ثم دع عنك السمودا{[10745]}

وسمد بلغة حمير غنى ، وهو معنى كله قريب من بعض ، وأسند الطبري عن أبي خالد الوالبي{[10746]} قال : خرج علينا عليّ ونحن قيام ننتظر الصلاة فقال : ما لي أراكم سامدين .

قال القاضي أبو محمد : يشبه أنه رآهم في أحاديث ونحوه مما يظن أنه غفلة ما . وقد قال إبراهيم كانوا يكرهون أن ينتظروا خروج الإمام قياماً ، وفي الحديث : «إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني »{[10747]} .


[10745]:البيت في اللسان-سمد-غير منسوب، وفي "الدر المنثور" ذكره الإمام السيوطي مع بيت قبله منسوبا إلى هزيلة بنت بكر، قال: أخرج الطسي في مسائله، والطبراني، عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله تعالى:[سامدون]، قال: السُّمود: اللهو والباطل، قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول هزيلة بنت بكر وهي تبكي قوم عاد: ليت عادا قبلوا الحق ولم يبدوا جحودا قيل قم فانظر إليهم ثم دع عنك السمودا وقد فسر السمود بمعاني كثيرة، فقيل: هو اللهو واللعب، وقيل: هو الغِناء، وقيل: الاستكبار، وقيل: القيام في تحير، وهذا المعنى يلائم البيت موضع الاستشهاد، وقيل: السمود: الغفلة والذهاب عن الشيء، وقيل: السمود يكون سرورا وحزنا، ومما روي في السمود قول القائل: رمى الحِدثان نسوة آل حرب بأمر قد سمدن له سمودا فردّ شعورهن السود بيضا ورد وجوههن البيض سودا.
[10746]:هو أبو خالد الوالبي-بموحدة قبلها كسرة- الكوفي، اسمه هرمز، وقيل: هرم، مقبول، من الثانية، وفد على عمر، وقيل: حديثه مرسل فيكون من الثالثة، وخبره المروي هنا أخرجه عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير. ذكر ذلك السيوطي في "الدر المنثور".
[10747]:أخرجه البخاري في الجمعة والأذان، ومسلم في المساجد، وأبو داود، والترمذي في الصلاة، والنسائي في الإمامة والأذان، والدارمي في الصلاة، وأحمد في مسنده(5-304، 305، 307، 308، 310)، ولفظه كما في مسلم، عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إذا أقيمت الصلاة فلا تقوموا حتى تروني)، وقال ابن حاتم:(إذا أقيمت أو نودي) وزاد إسحق في روايته حديث معمر وشيبان:(حتى ترون قد خرجت). قال العلماء: والنهي عن لاقيام قبل أن يروه لئلا يطول عليهم القيام، ولأنه قد يعرض له عارض فيتأخر بسببه.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

"وأنتم سامدون" آية يعني لاهون عن القرآن...

تفسير الشافعي 204 هـ :

قال الشافعي في قول الله عز وجل: {وَأَنتُمْ سَامِدُونَ}... كل ما يحَدَّثُ الرجل بِهِ، فَلَهَا عَنْهُ ولم يستمع إليه: فهو السُّمُود. (أحكام الشافعي: 2/178-179.)...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره لمشركي قريش: أفمن هذا القرآن أيها الناس تعجبون، أنْ نَزَلَ على محمد صلى الله عليه وسلم، وتضحكون منه استهزاءً به، ولا تبكون مما فيه من الوعيد لأهل معاصي الله، وأنتم من أهل معاصيه" وأنْتُمْ سامِدُونَ "يقول: وأنتم لاهون عما فيه من العِبَر والذكر، معرضون عن آياته يقال للرجل: دع عنا سُمودَك، يراد به: دع عنا لهوك... وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل وإن اختلفت ألفاظهم بالعبارة عنه؛

فقال بعضهم: غافلون. وقال بعضهم: مغنون. وقال بعضهم: مُبَرْطِمون.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

أي غافلون، وذكر باسم الفاعل، لأن الغفلة دائمة، وأما الضحك والعجب فهما أمران يتجددان ويعدمان.

أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي 685 هـ :

مغنَّون لتشغلوا الناس عن استماعه من السمود وهو الغناء.

التفسير القيم لابن القيم 751 هـ :

قال عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنه: السمود: الغناء في لغة حمير، يقال: «اسمُدي لنا»، أي: غَنِّي لنا. وهذا لا يناقض ما قيل في هذه الآية من أن السمود: هو الغفلة والسهو عن الشيء. قال المبرد: هو الاشتغال عن الشيء بهم أو فرح يتشاغل به. فالغناء يجمع هذا كله ويوجبه. والسامد: المتكبر. والسامد: القائم. وقال ابن عباس رضي الله عنه في الآية: وأنتم مستكبرون. وقال الضحاك: أشِرُون بَطِرون...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {سامدون}: من السمود وهو ما في المرء من الإِعجاب بالنفس...

.والمعنى: فرحون بأنفسكم تتغنون بالأغاني لقلة الاكتراث بما تسمعون من القرآن كقوله: {وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية} [الأنفال: 35] على أحد تفسيرين. وتقديم المجرور للقصر، أي هذا الحديث ليس أهلاً لأن تقابلوه بالضحك والاستهزاء والتكذيب ولا لأن لا يتوب سامعه، أي لو قابلتم بفعلكم كلاماً غيره لكان لكم شبهة في فعلكم، فأمّا مقابلتكم هذا الحديث بما فعلتم فلا عذر لكم فيها.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

كلمة سامدون مشتقّة من سمود... ومعناه اللهو والانشغال ورفع الرأس للأعلى تكبّراً وغروراً، وهي في أصل استعمالها تطلق على البعير حين يرفل في سيره ويرفع رأسه غير مكترث بمن حوله.

فهؤلاء المتكبّرون المغرورون كالحيوانات همّهم الأكل والنوم، وهم غارقون باللذائذ جاهلون عمّا يحدق بهم من الخَطر والعواقب الوخيمة والجزاء الشديد الذي سينالهم.