إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

{ وَأَنتُمْ سامدون } أي لاهونَ أو مستكبرونَ من سَمد البعيرُ إذا رفعَ رأسَهُ أو مغنونَ لتشغَلوا النَّاسَ عن استماعِه من السمودِ بمَعْنى الغناءِ على لغةِ حِميرَ أو خاشعونَ جامدونَ من السمودِ بمَعْنى الجمودِ والخشوعِ كما في قولِ مَنْ قالَ : [ الوافر ]

رَمَى الحِدْثانُ نِسْوةَ آلِ سَعْد *** بمقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُوداً

فردَّ شعورَهُنَّ السودَ بِيْضَاً *** وردَّ وجوهُنَّ البيضَ سُوداً{[757]}

والجملةُ حالٌ مِنْ فاعلِ لا تبكونَ خَلاَ أنَّ مضمونَها على الوجهِ الأخيرِ قيدٌ للنفيِّ والإنكارُ واردٌ على نَفي البكاءِ والسمودِ معاً ، وعلى الوجوهِ الأُولِ قيدٌ للنفي والإنكارُ متوجهٌ إلى نفي البكاءِ ووجودِ السمودِ والأولُ أوفَى بحقِّ المقامِ فتدبرْ .


[757]:وهما لعبد الله بن الزبير في ملحق ديوانه (ص143، 144)؛ وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي (ص341)؛ والمقاصد النحوية (2/417)؛ ولأيمن بن خريم في ديوانه (ص 126)؛ ولفضالة بن شريك في عيون الأخبار (3/76)؛ ومعجم الشعراء (ص309)؛ وللكميت بن معروف في ذيل الأمالي (ص115)؛ وبلا نسبة في شرح الأشموني (1/159)؛ (البيت الثاني فقط) ولسان العرب (سمد) (البيت الأول فقط).