فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ} (61)

{ وأنتم سامدون } لاهون غافلون عما يطلب منكم مستأنفة لتقرير ما قبلها أو حالية ، والسمود الغفلة والسهو عن الشيء ، والإعراض واللهو وقيل : الخمود ، وقيل : الاستكبار ، وقال في الصحاح : سمد سمودا رفع رأسه تكبرا ، فهو سامد ، وقال بن الأعرابي : السمود اللهو والسامد اللاهي يقال للقينة : أسمدينا أي ألهينا بالغناء ، وقال المبرد : سامدون خامدون ، وقال مجاهد : غضاب مبرطمون ، والبرطمة الاعراض ، وقيل : أشرون بطرون وقيل : ساهون لاهون غافلون لاعبون .

وقال ابن عباس : لاهون معرضون عنه ، وعنه قال : هو الغناء باليمانية وكانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ولعبوا ، وقال أبو عبيدة : السمود الغناء بلغة حمير يقولون : يا جارية أسمدي لنا أي غني ، وقال : كانوا يمرون على النبي صلى الله عليه وسلم شامخين ، ألم تر إلى البعير كيف يخطر شامخا ، وعن أبي خالد الوالبي قال : خرج علي بن أبي طالب علينا ، وقد أقيمت الصلاة ونحن قيام ننتظره ليتقدم فقال : مالكم سامدون ؟ لا أنتم في صلاة ولا أنتم في جلوس تنظرون .