وقوله { لا تَحْسَبَنَّ } أي : [ لا تظن ]{[21343]} يا محمد { الَّذِينَ كَفَرُوا } أي : خالفوك وكذبوك ، { مُعْجِزِينَ فِي الأرْضِ } أي : لا يعجزون الله ، بل الله قادر عليهم ، وسيعذبهم على ذلك أشد العذاب ؛ ولهذا قال : { وَمَأْوَاهُمُ } أي : في الدار الآخرة { النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ } أي : بئس المآل مآلُ الكافرين ، وبئس القرار وبئس المهاد .
وقوله : لا تَحْسَبنّ الّذِينَ كَفَرُوا مُعْجزِينَ فِي الأرْضِ يقول تعالى ذكره : لا تحسبنّ يا محمد الذين كفروا بالله معجزيه في الأرض إذا أراد إهلاكهم . ومأْوَاهُم بعد هلاكهم النّارُ وَلَبِئْسَ المَصِيرُ الذي يصيرون إليه ذلك المأوى . وقد كان بعضهم يقول : «لا يحسبنّ الذين كفروا » بالياء . وهو مذهب ضعيف عند أهل العربية وذلك أن «تحسب » محتاج إلى منصوبين . وإذا قرىء «يَحْسَبنّ » لم يكن واقعا إلاّ على منصوب واحد ، غير أني أحسب أن قائله بالياء ظنّ أنه قد عمل في «معجزين » ، وأن منصوبه الثاني في «الأرض » ، وذلك لا معنى له إن كان ذلك قصد .
وقرأ جمهور السبعة «لا تحسبن » بالتاء على المخاطبة للنبي عليه السلام ، وقرأها الحسن بن أبي الحسن بفتح السين ، وقرأ حمزة وابن عامر «لا يحسبن » بالياء قال أبو علي ، وذلك يحتمل وجهين أحدهما أن يكون التقدير لا يحسبن محمد والآخر أن يسند الفعل إلى { الذين كفروا } والمفعول أنفسهم ، وأعجز الرجل ، إذا ذهب في الأرض فلم يقدر عليه ثم أخبر بأن «مأواهم النار » وأنها بئس الخاتمة والمصير .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.