فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (57)

{ لا تَحْسَبَنَّ الذين كَفَرُواْ مُعْجِزِينَ في الأرض } قرأ ابن عامر ، وحمزة ، وأبو حيوة { لا يحسبنّ } بالتحتية بمعنى : لا تحسبنّ الذين كفروا ، وقرأ الباقون بالفوقية أي : لا تحسبنّ يا محمد ، والموصول المفعول الأوّل ، ومعجزين الثاني ، لأن الحسبان يتعدّى إلى مفعولين ، قاله الزجاج والفرّاء وأبو علي . وأما على القراءة الأولى ، فيكون المفعول الأوّل محذوفاً : أي لا يحسبنّ الذين كفروا أنفسهم . قال النحاس : وما علمت أحداً بصرياً ولا كوفياً إلاّ وهو يخطّىء قراءة حمزة ، و { معجزين } معناه : فائتين . وقد تقدّم تفسيره ، وتفسير ما بعده .

/خ57