تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (57)

الآية 57 : وقوله{[14195]} تعالى : ]لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض[ قال بعضهم : ]معجزين[ أي قانتين ]في الأرض[ هربا من عذاب فلا يدركهم . وقال بعضهم : سابقين في الأرض هربا أيضا حتى لا يجزوا{[14196]} بكفرهم ، وهو واحد ]ومأواهم النار ولبئس المصير[ قد ذكرنا أيضا .

وقوله تعالى ]لا تحسبن[ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أنهم ليسوا بقانتين ولا سابقين عنه ، لكنه ذكر له هذا كما ذكر في قوله : ]ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون[ ( إبراهيم : 42 ) هما واحد .

وفي حرف ابن مسعود وأبي وحفصة : أحسب الذين كفروا أن يعجزوا{[14197]} الله في السموات والأرض . إنه وإن اختلفت الحروف فالمعنى واحد ، والله أعلم .


[14195]:في الأصل وم :ثم قال.
[14196]:في الأصل وم: يجزون.
[14197]:في الأصل وم: يعجزه.