الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{لَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مُعۡجِزِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ وَمَأۡوَىٰهُمُ ٱلنَّارُۖ وَلَبِئۡسَ ٱلۡمَصِيرُ} (57)

ثم قال تعالى{[49144]} : { لا تحسبن الذين كفروا معجزين في الأرض }[ 55 ] ، من قرأه{[49145]} بالياء فالمفعول الأول لحسب{[49146]} محذوف على قول الفراء{[49147]} . والتقدير لا يحسبن الكفار أنفسهم معجزين .

وقال{[49148]} علي بن سليمان{[49149]} : { الذين كفروا } [ 55 ] ، في موضع نصب .

والتقدير لا يحسبن الكافر الذين كفروا معجزين . ويجوز أن يكون المعنى : لا يحسبن محمد الذين كفروا معجزين{[49150]} . فأما{[49151]} من قرأ بالتاء فهو الأمر الظاهر ، والنبي عليه{[49152]} السلام هو المخاطب ، وهو الفاعل ، و{ الذين كفروا }[ 55 ] ، في موضع نصب .

و{ معجزين }[ 55 ] ، مفعول{[49153]} ثان . ومعنى الآية لا تحسبن يا محمد{[49154]} الذين كفروا معجزين في الأرض إذا أراد الله هلاكهم ، وتم الكلام على الأرض . ثم ابتدأ بخبر آخر عن عاقبة أمرهم ، فقال : } ومأواهم النار }[ 55 ] .

قيل{[49155]} : هو معطوف على محذوف تقديره : بل هم تحت القدرة ومأواهم النار بعد هلاكهم . } ولبيس{[49156]} المصير }{[49157]} أي : بئس{[49158]} الذي{[49159]} يصيرون إليه .


[49144]:"تعالى" سقطت من ز.
[49145]:انظر: الكشف 2/142-143، والقرطبي 12/301: قرأ به ابن عامر، وحمزة، وأبو حيوة، وانظر: التيسير ص163، وإتحاف فضلاء البشر 2/302.
[49146]:ز: فيحسب.
[49147]:انظر: معاني الفراء 2/259.
[49148]:من "وقال على... معجزين" ساقط من ز، انظر: ابن جرير 18/161، ومعاني الزجاج 4/52، وإعراب القرآن للنحاس 3/146.
[49149]:هو الأخفش.
[49150]:بعده في ز: في الأرض.
[49151]:ز: وأما.
[49152]:"عليه السلام" سقطت من ز.
[49153]:انظر: القرطبي 12/301.
[49154]:"يا محمد" سقطت من ز.
[49155]:انظر: إعراب القرآن للدرويش 6/645.
[49156]:ز: وليس.
[49157]:البقرة:26.
[49158]:ز: ولبيس.
[49159]:ز: الذين.