المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

9- انظر - أيها النبي - كيف ضربوا لك الأمثال ، فمثلوك مرة بمسحور ، وأخرى بمجنون ، وثالثة بكذاب ، ورابعة بتلقي القرآن عن أعاجم ، إنهم بذلك قد ضلوا طريق الحق والمحاجة الصحيحة فلا يجدون إليهما سبيلا .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

قوله تعالى : { انظر } يا محمد ، { كيف ضربوا لك الأمثال } يعني الأشباه ، فقالوا : مسحور ، محتاج ، وغيره ، { فضلوا } عن الحق ، { فلا يستطيعون سبيلاً } إلى الهدى ومخرجاً عن الضلالة .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

وهي كلمة ظالمة فاحشة حكاها عنهم هنا ، وحكاها عنهم كذلك في سورة الإسراء . ورد عليها هنا وهناك ردا واحدا :

( انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلا ) . .

وكلتا السورتين تعالجان موضوعا متقاربا ، في جو متقارب هنا وهناك . . وقولتهم تلك يقصدون بها الإساءة إلى شخص رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] والتنقص منه . إذ يمثلونه برجل سحر عقله ، فهو يقول كلاما غريبا لا يقوله الطبيعيون من الناس ! ولكنها في الوقت ذاته تشي بشعورهم الداخلي بأن ما يقوله غير طبيعي . ولا مألوف ، ولا هو من عادة البشر ولا من مستوى البشر . . والرد عليهم يوحي بالتعجيب من أمرهم : ( انظر كيف ضربوا لك الأمثال )وشبهوك بالمسحورين مرة ، واتهموك بالتزوير مرة ، ومثلوك برواة الأساطير مرة . . وكله ضلال ، وبعد عن إدراك الحق( فضلوا )ضلوا عن كل طريق للحق ، وكل سبيل للهدي ( فلا يستطيعون سبيلا ) .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

قال الله تعالى : { انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأمْثَالَ } أي : جاءوا بما يقذفونك به ويكذبون به عليك ، من قولهم " ساحر ، مسحور ، مجنون ، كذاب ، شاعر " وكلها أقوال باطلة ، كل أحد ممن له أدنى فهم وعقل يعرف كذبهم وافتراءهم في ذلك ؛ ولهذا قال : { فضلوا } أي : عن طريق الهدى ، { فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلا } وذلك لأن كل من خرج عن الحق فإنه ضال حيثما توجه ؛ لأن الحق واحد ومنهج متحد ، يُصَدّق بعضه بعضا .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

القول في تأويل قوله تعالى : { انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُواْ لَكَ الأمْثَالَ فَضَلّواْ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً * تَبَارَكَ الّذِيَ إِن شَآءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مّن ذَلِكَ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَيَجْعَل لّكَ قُصُوراً } .

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : انظر يا محمد إلى هؤلاء المشركين الذين شبهوا لك الأشباه بقولهم لك : هو مسحور ، فضلّوا بذلك عن قصد السبيل وأخطئوا طريق الهُدَى والرشاد فلا يَسْتَطِيعُونَ يقول : فلا يجدون سَبِيلاً إلى الحقّ ، إلاّ فيما بعثتك به ، ومن الوجه الذي ضلوا عنه .

وبنحو الذي قلنا في تأويل ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن حميد ، قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق ، قال : ثني محمد بن أبي محمد ، عن سعيد بن جُبير ، أو عكرمة ، عن ابن عباس : انْظُرْ كَيْف ضَرَبُوا لَكَ الأمْثالَ فَضَلّوا فَلا يَسْتَطيعُونَ سَبِيلاً أي التمسوا الهدى في غير ما بعثتك به إليهم فضلوا ، فلن يستطيعوا أن يصيبوا الهُدَى في غيره . وقال آخرون في ذلك ما :

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء جميعا ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : فلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً قال : مَخْرجا يخرجهم من الأمثال التي ضربوا لك .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

{ انظر كيف ضربوا لك الأمثال } أي قالوا فيك الأقوال الشاذة واخترعوا لك الأحوال النادرة . { فضلوا } عن الطريق الموصل إلى معرفة خواص النبي والمميز وبينه وبين المتنبي فخبطوا خبط عشواء . { فلا يستطيعون سبيلا } إلى القدح في نبوتك أو إلى الرشد والهدى .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

ثم نبّهه الله تعالى مسلياً عن مقالتهم فقال { انظر كيف ضربوا لك الأمثال } بالمسحور والكاهن والساحر وغيره { فضلوا } أي أخطئوا الطريق فلا يجدون سبيل هداية ولا يطيقونه لالتباسهم بضده من الضلال .