فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{ٱنظُرۡ كَيۡفَ ضَرَبُواْ لَكَ ٱلۡأَمۡثَٰلَ فَضَلُّواْ فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ سَبِيلٗا} (9)

{ انظُرْ كَيْفَ } استعظام للأباطيل التي اجترؤا على التفوه بها ، وتعجب منها أي : أنظر كيف { ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ } وقالوا : في حقك تلك الأقاويل العجيبة الخارجة عن العقول ، الجارية مجرى الأمثال واخترعوا لك تلك الصفات ، والأحوال الشاذة ، البعيدة من الوقوع ، ليتوصلوا بها إلى تكذيبك والأمثال هي الأقوال النادرة ، والاقتراحات الغريبة ، وهي ما ذكروه ههنا من المفتري ، والمملي عليه ، والمسحور .

{ فَضَلُّوا } عن الصواب ، فلا يجدون طريقا إليه ، ولا وصلوا إلى شيء منه ، بل جاؤوا بهذه المقالات الزائفة ، التي لا تصدر عن أدنى العقلاء ، وأقلهم تمييزا ، ولهذا قال { فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا } يعني لا يجدون إلى القدح في نبوة هذا النبي طريقا من الطرق .