معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

{ وادخلي جنتي } وقال بعض أهل الإشارة : يا أيتها النفس المطمئنة إلى الدنيا ارجعي إلى الله بتركها ، والرجوع إلى الله هو سلوك سبيل الآخرة . وقال سعيد بن جبير : مات ابن عباس بالطائف فشهدت جنازته ، فجاء طائر لم ير على صورة خلقه فدخل نعشه ، ثم لم ير خارجاً منه ، فلما دفن تليت هذه الآية على شفير القبر ، ولم ندر من قرأها : { يا أيتها النفس المطمئنة * ارجعي إلى ربك راضية مرضية * فادخلي في عبادي * وادخلي جنتي } .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

{ فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي } وهذا تخاطب به الروح يوم القيامة ، وتخاطب به حال الموت  {[1427]}[ والحمد لله رب العالمين ] .


[1427]:- في ب: وقت السياق والموت.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

" وادخلي جنتي " . . في كنفي ورحمتي . .

إنها عطفة تنسم فيها أرواح الجنة . منذ النداء الأول : " يا أيتها النفس المطمئنة " . . المطمئنة إلى ربها . المطمئنة إلى طريقها . المطمئنة إلى قدر الله بها . المطمئنة في السراء والضراء ، وفي البسط والقبض ، وفي المنع والعطاء . المطمئنة فلا ترتاب والمطمئنة فلا تنحرف . والمطمئنة فلا تتلجلج في الطريق . والمطمئنة فلا ترتاع في يوم الهول الرعيب . .

ثم تمضي الآيات تباعا تغمر الجو كله بالأمن والرضى والطمأنينة ، والموسيقى الرخية الندية حول المشهد ترف بالود والقربى والسكينة .

ألا إنها الجنة بأنفاسها الرضية الندية ، تطل من خلال هذه الآيات . وتتجلى عليها طلعة الرحمن الجليلة البهية . . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

{ وَلا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ } أي : وليس أحد أشد قبضا ووثقا من الزبانية لمن كفر بربهم ، عز وجل ، هذا في حق المجرمين من الخلائق والظالمين{[30065]}

آخر تفسير سورة " الفجر " ولله الحمد [ والمنة ]{[30074]} .


[30065]:- (2) في أ: "والعالمين".

[30074]:- (7) زيادة من م، أ.
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

وقرأ ابن عباس ، وعكرمة ، وأبو شيخ ، والضحاك ، واليماني ، ومجاهد ، وأبو جعفر فادخلني في عبدي ) ، فالنفس –على هذا- ليست باسم الجنس ، وإنما خاطب مفردة ، قال أبو شيخ : الروح تدخل في البدن ، وفي مصحف أبي بن كعب : " يا أيتها الآمنة المطمئنة ، التي إلى ربك راضية مرضية ، فارجعي في عبدي " ، وقرأ سالم بن عبد الله : " فادخلي في عبادي ولجي جنتي " . وتحتمل قراءة " عبدي " أن يكون " العبد " اسم جنس ، جعل عباده كالشيء الواحد دلالة على الالتحام ، كما قال عليه الصلاة والسلام :

" وهم يد على من سواهم " {[11822]} . وقال آخرون : هذا النداء إنما هو الموقف عندما ينطلق بأهل النار إلى النار ، فنداء النفوس على هذا إنما هو نداء أرباب النفوس مع النفوس . ومعنى ( ارجعي إلى ربك )- على هذا إلى رحمة ربك والعباد هنا الصالحون المتقون .


[11822]:أخرجه أبو داود في الجهاد والديات، والنسائي في القسامة، وابن ماجه في الديات، وأحمد في مسنده (1/119، 122، 2/180، 192، 211، 215) ولفظه كما في مسند أحمد عن أبي حسان أن عليا رضي الله عنه كان يأمر بالأمر فيؤتى، فيقال: قد فعلنا كذا وكذا، فيقول: صدق الله ورسوله، قال: فقال له الأشتر: إن هذا الذي تقول قد تفشغ في الناس –كثر وانتشر- أفشيء عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال علي رضي الله عنه: ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا خاصة دون الناس، إلا شيء سمعته منه فهو في صحيفة في قراب سيفي، قال: فلم يزالوا به حتى أخرج الصحيفة، قال: فإذا فيها: (من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، لا يقبل منه صرف ولا عدل)، قال: وإذا فيها: (إن إبراهيم حرم مكة، وإني أحرم المدينة، حرام ما بين حرتيها وحماها كله، لا يختلى خلاها، ولا ينفر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمن أشار بها، ولا تقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره، ولا يحمل فيها السلاح لقتال)، قال: وإذا فيها: (المؤمنون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، وهم يد على من سواهم، ألا لا يقتل مؤمن بكافر، ولا ذو عهد في عهده).

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَٱدۡخُلِي جَنَّتِي} (30)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "ارْجِعي إلى رَبّكِ" اختلف أهل التأويل في تأويله ، فقال بعضهم : هذا خبر من الله جلّ ثناؤه عن قيل الملائكة لنفس المؤمن عند البعث ، تأمرها أن ترجع في جسد صاحبها قالوا : وعُنِي بالردّ هاهنا صاحبها ... عن ابن عباس ، قوله : "يا أيّتُها النّفْسُ المُطْمَئِنّةُ ارْجِعي إلى رَبّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيّةً" قال : تردّ الأرواح المطمئنة يوم القيامة في الأجساد ...

وقال آخرون : بل يقال ذلك لها عند الموت ...

وأولى القولين في ذلك بالصواب القول الذي ذكرناه عن ابن عباس والضحاك ، أن ذلك إنما يقال لهم عند ردّ الأرواح في الأجساد يوم البعث لدلالة قوله : "فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنّتِي" .

[قوله : "فادْخُلِي فِي عِبادِي وادْخُلِي جَنّتِي"] اختلف أهل التأويل في معنى ذلك؛

فقال بعضهم : معنى ذلك : فادخلي في عبادي الصالحين ، وادخلي جنتي ...

وقال آخرون : معنى ذلك : فادْخُلِي في طَاعَتِي وَادخُلِي جَنّتِي ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

{ فادخلي في عبادي } فذكر بفاء التعقيب ، ولما كانت الجنة الجسمانية لا يحصل الفوز بها إلا بعد قيام القيامة الكبرى ، لا جرم قال : { وادخلي جنتي } فذكره بالواو لا بالفاء ، والله سبحانه وتعالى أعلم . ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

أي وهي جنة عدن وهي أعلى الجنان ...

تفسير القرآن الكريم لابن عثيمين 1421 هـ :

أي جنته التي أعدها الله عز وجل لأوليائه ، أضافها الله إلى نفسه تشريفاً لها وتعظيماً ، وإعلاماً للخلق بعنايته بها جل وعلا ... وهذا يوجب للإنسان أن يرغب فيها غاية الرغبة ، كما أنه يرغب في بيوت الله التي هي المساجد ، لأن الله أضافها إلى نفسه ...