المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

1 - أقسم بالآيات المرسلة على لسان جبريل إلى محمد للعرف والخير ، فالآيات القاهرات لسائر الأديان الباطلة تنسفها نسفاً ، وبالآيات الناشرات للحكمة والهداية في قلوب العالمين نشراً عظيماً ، فالفارقات بين الحق والباطل فرقاً واضحاً ، فالملقيات على الناس تذكرة تنفعهم - إعذاراً لهم وإنذاراً - فلا تكون لهم حُجة : إن الذي توعدونه من مجيء يوم القيامة لنازل لا ريب فيه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

{ عذراً أو نذراً } أي للإعذار والإنذار ، وقرأ الحسن { عذراً } بضم الذال واختلف فيه عن أبي بكر عن عاصم ، وقراءة العامة بسكونها ، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص { نذراً } ساكنة الذال وقرأ الباقون بضمها ، ومن سكن قال : لأنهما في موضع مصدرين بمعنى الإنذار والإعذار ، وليسا بجمع فينقلا إلى ها هنا أقسام ذكرها على قوله

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

{ عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } أي : إعذارا وإنذارا للناس ، تنذر الناس ما أمامهم من المخاوف وتقطع معذرتهم{[1322]} ، فلا يكون لهم حجة على الله .


[1322]:- في ب: أعذارهم.
 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

وقوله { عُذْراً أَوْ نُذْراً } منصوبان على أنهما بدل اشتمال من قوله { ذكرا } أو مفعول لأجله .

أى : أن الملائكة يلقون وحى الله - تعالى - إلى أنبيائه ، لإِزالة أعذار المعتذرين عن الإِيمان ، حتى لا يقولوا ما جاءنا من بشير ولا نذير ، ولإِنذار الكافرين والفاسقين ، حتى يقلعوا عن كفرهم وفسوقهم .

وشبيه بهذه الآية قوله - تعالى - { رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرسل } قال صاحب الكشاف : فإن قلت ما العذر والنذر ، وبماذا انتصبا ؟ قلت : هما مصدران من أعذر إذا محا الإِساءة ، ومن أنذر إذا خوف على فعل كالكفر والنكر ، ويجوز أن يكون جمع عذير ، بمعنى المعذرة ، وجمع نذير بمعنى الإِنذار . . وأما انتصابهما فعلى البدل من ذكرا . . أو على المفعول له . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

وقوله : { فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا عُذْرًا أَوْ نُذْرًا } يعني : الملائكة قاله ابن مسعود ، وابن عباس ، ومسروق ، ومجاهد ، وقتادة ، والربيع بن أنس ، والسّدي ، والثوري . ولا خلاف هاهنا ؛ فإنها تنزل بأمر الله على الرسل ، تفرق بين الحق والباطل ، والهدى والغيّ ، والحلال والحرام ، وتلقي إلى الرسل وحيا فيه إعذار إلى الخلق ، وإنذارٌ لهم عقابَ الله إن خالفوا أمره .

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

وقوله : عُذْرا أوْ نُذْرا يقول تعالى ذكره : فالملقيات ذكرا إلى الرسل إعذارا من الله إلى خلقه ، وإنذارا منه لهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة عُذْرا أوْ نُذْرا قال : عذرا من الله ، ونُذْرا منه إلى خلقه .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله عُذْرا أوْ نُذْرا : عذرا لله على خلقه ، ونذرا للمؤمنين ينتفعون به ، ويأخذون به .

حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس عُذْرا أوْ نُذْرا يعني : الملائكة .

واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والشام وبعض المكيين وبعض الكوفيين : عُذْرا بالتخفيف ، أو نُذْرا بالتثقيل . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة وبعض البصريين بتخفيفهما ، وقرأه آخرون من أهل البصرة بتثقيلهما والتخفيف فيهما أعجب إليّ وإن لم أدفع صحة التثقيل لأنهما مصدران بمعنى الإعذار والإنذار .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

عذرا أو نذرا مصدران لعذر إذا محا الإساءة وأنذر إذا خوف أو جمعان لعذير بمعنى المعذرة ونذير بمعنى الإنذار أو بمعنى العاذر والمنذر ونصبهما على الأولين بالعلية أي عذرا للمحقين أو نذرا للمبطلين أو البدل من ذكرا على أن المراد به الوحي أو ما يعم التوحيد والشرك والإيمان والكفر وعلى الثالث بالحالية وقرأهما أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص بالتخفيف .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

واختلف القراء في قوله تعالى : { عذراً أو نذراً } ، فقأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم في رواية أبي بكر وأبو جعفر وشيبة بسكون الذال في «عذْر » وضمها في «نذُر » ، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وإبراهيم التيمي بسكون الذال فيهما ، وقرأ طلحة وعيسى والحسن بخلاف ، وزيد بن ثابت وأبو جعفر وأبو حيوة والأعمش عن أبي بكر عن عاصم بضمها فيهما فإسكان الذال على أنهما مصدران يقال عذْر وعذير ونذْير كنكر ونكير ، وضم الذال يصح معه المصدر ، ويصح أن يكون جمعاً لنذير وعاذر للذين هما اسم فاعل ، والمعنى أن الذكر يلقي بإعذار وإنذار أو يلقيه معذورون ومنذرون ، وأما النصب في قوله { عذراً أو نذراً } فيصح إذا كانا مصدرين أن يكون لك على البدل من الذكر ، ويصح أن يكون على المفعول للذكر كأنه قال { فالملقيات } أن يذكر { عذراً } ويصح أن يكون { عذراً } مفعولاً لأجله أي يلقي الذكر من أجل الإعذار ، وأما إذا كان { عذراً أو نذراً } جمعاً فالنصب على الحال . وقرأ إبراهيم التيمي «عذراً أو نذراً » بواو بدل { أو } .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{عُذۡرًا أَوۡ نُذۡرًا} (6)

1

وهذا معنى { عُذْراً أوْ نُذُراً } . فالعُذر : الإِعلام بقبول إيمان المؤمنين بعد الكفر ، وتوبةِ التائبين بعد الذنب .

والنّذُر : اسم مصدر أنذر ، إذا حَذر .

و { عُذراً } قرأه الجمهور بسكون الذال ، وقرأه رَوْح عن يعقوب بضمها على الإِتباع لحركة العين .

وقرأ نافع وابن كثير وابن عامر وأبو بكر عن عاصم وأبو جعفر ويعقوب { نُذُراً } بضم الذال وهو الغالب فيه .

وقرأه أبو عمرو وحمزة والكسائي وحفص عن عاصم وخلفٌ بإسكان الذال على الوجهين المذكورين في { عُذراً } ، وعلى كلتا القراءتين فهو اسم مصدر بمعنى الإِنذار .

وانتصب { عذراً أو نذراً } على بدل الاشتمال من { ذِكْراً } و { أو } في قوله : { أو نذراً } للتقسيم .