المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

34- قالت متريثة مسالمة : إن الملوك إذا دخلوا مدينة عظيمة بجيوشهم أفسدوها ، فأذهبوا عمرانها ، وأبادوا الحرث والنسل ، وأفعالهم كذلك دائماً .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

قوله تعالى : { قالت } بلقيس مجيبة لهم عن التعريض للقتال : { إن الملوك إذا دخلوا قرية } عنوة ، { أفسدوها } خربوها ، { وجعلوا أعزة أهلها أذلة } أي : أهانوا أشرافها وكبراءها ، كي يستقيم لهم الأمر ، تحذرهم مسير سليمان إليهم ودخوله بلادهم ، وتناهي الخبر عنها ها هنا ، فصدق الله قولها فقال : { وكذلك يفعلون } أي : كما قالت هي يفعلون .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

وهنا يحكى لنا القرآن الكريم ما كانت عليه تلك المرأة من دهاء وكياسة ، وإيثار للسلم على الحرب ، واللين على الشدة ، فقال - تعالى - : { قَالَتْ إِنَّ الملوك } من شأنهم أنهم { إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً } من القرى . أو مدينة من المدن ، بعد تغلبهم على أهلها عن طريق الحرب والقتال . . . { أَفْسَدُوهَا } أى : أشاعا فيها الفساد والخراب والدمار .

وفوق كل ذلك : { وجعلوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً } أى : أهانوا أشرافها ورؤساءها ، وجعلوهم أذلة بعد أن كانوا أعزة .

ليكونوا عبرة لغيرهم .

{ وكذلك يَفْعَلُونَ } أى : وهذه هى عادتهم التى يفعلونها عند دخولهم قرية من القرى ، عن طريق القهر والقسر والقتال .

والمقصود من قولها هذا : التلويح لقومها بأن السلم أجدى من الحرب ، وأن الملاينة مع سليمان - عليه السلام - أفضل من المجابهة والمواجهة بالقوة .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

قال ابن عباس : أي إذا دخلوا بلدًا{[22036]} عنْوَة أفسدوه ، أي : خَرّبوه ، { وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً } أي : وقصدوا من فيها من الولاة والجنود ، فأهانوهم غاية الهوان ، إما بالقتل أو بالأسر .

قال ابن عباس : قالت بلقيس : { إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً } {[22037]} ، قال الرب ، عز وجل { وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ } . ثم عدلت إلى المهادنة والمصالحة والمسالمة والمخادعة والمصانعة ، فقالت : { وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ }


[22036]:- في أ : "بلدة".
[22037]:- في ف ، أ : "أذلة وكذلك يفعلون".
 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

ثم أخبرت بلقيس عند ذلك بفعل { الملوك } بالقرى التي يتغلبون عليها ، وفي الكلام خوف على قومها وحيطة لهم واستعظام لأمر سليمان عليه السلام ، وقالت فرقة إن { وكذلك يفعلون } من قول بلقيس تأكيداً منها للمعنى الذي أرادته ، وقال ابن عباس : هو من قول الله تعالى معرفاً لمحمد عليه السلام وأمته ومخبراً به .