الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

ثم قال تعالى{[52354]} : { قالت إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها{[52355]} }[ 34 ] ، أي قالت بلقيس لأشراف قومها : إن الملوك إذا دخلوا قرية عنوة وغلبة أفسدوها . { وجعلوا أعزة أهلها أذلة }[ 34 ] ، تم كلامها .

ثم قال{[52356]} الله عز وجل{[52357]} تصديقا لقولها في الملوك إذا غلبوا على قرية : { وكذلك يفعلون }[ 34 ] ، وقد أجاز بعضهم أن يكون ذلك من قولها{[52358]} على التأكيد لصدر{[52359]} ما قالت .

وقيل : هو من قول سليمان . ومثله في اتصال كلامين مختلفين قوله : { وإنه لمن الصادقين }{[52360]} في يوسف ، فهو من قول امرأة العزيز فاتصل له كلام يوسف . فقال : { ذلك ليعلم أني{[52361]} لم أخنه بالغيب }{[52362]} ، ومثله{[52363]} في قصة فرعون .

{ يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره }{[52364]} ، وانتهى كلام الأشراف من قوم فرعون ثم اتصل به{[52365]} كلام فرعون لهم وهو قوله : { فماذا تامرون } يخاطب{[52366]} أشراف قومه .

والقرية كل مدينة تجمع{[52367]} الناس مشتقة{[52368]} من قريت{[52369]} الماء : أي جمعته .


[52354]:"تعالى" سقطت من ز.
[52355]:بعده في ز: "وجعلوا أعزة أهلها أذلة".
[52356]:عز وجل سقطت من ز.
[52357]:كذلك ابن عباس نسبه إلى الله عز وجل. انظر: ابن جرير 19/155.
[52358]:"عز وجل" سقطت من ز.
[52359]:ز: جاز.
[52360]:انظر: إعراب القرآن للدرويش 7/207.
[52361]:ز: تصدق.
[52362]:يوسف: 51.
[52363]:ز: إنه.
[52364]:الشعراء آية35.
[52365]:ز: ومثل قومه.
[52366]:ز: فخاطب.
[52367]:ز: يجمع.
[52368]:ز: مشتق.
[52369]:ز: قرية.