الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

فقالت بلقيس لهم حين عرضوا أنفسهم للحرب { قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً } عنوة وغَلبة { أَفْسَدُوهَا } خرَّبوها { وَجَعَلُواْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَآ أَذِلَّةً } أي أهانوا أشرافها وكبراءها لكي يستقيم لهم الأمر ، وتناهى الخبر عنها هاهُنا فصدّق الله سبحانه قولها فقال { وَكَذلِكَ يَفْعَلُونَ } .

أنشدني أبو القاسم الحبيبي قال : أنشدني أبي رحمه الله :

انَّ الملوك بلاء حيث ما حلّوا *** فلا يكن لك في أكنافهم ظل

ماذا تؤمّل من قوم إذا غضبوا *** جاروا عليك وإن أرضيَتهم مَلّوا

وإن مدحتهمُ خالوك تخدعهم *** واستثقلوك كما يُستثقل الكَلّ

فاستغن بالله عن أبوابهم أبداً *** إنّ الوقوف على أبوابهم ذلّ