إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

وذلك قولُه تعالى : { قَالَتْ إِنَّ الملوك إِذَا دَخَلُواْ قَرْيَةً } من القُرى على منهاجِ المقاتلةِ والحرابِ { أَفْسَدُوهَا } بتخريبِ عماراتِها وإتلافِ ما فيها من الأموالِ { وَجَعَلُواْ أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً } بالقتلِ والأسرِ والإجلاءِ وغيرِ ذلك من فُنونِ الإهانةِ والإذلالِ { وكذلك يَفْعَلُونَ } تأكيدٌ لما وصفتْ من حالِهم بطريقِ الاعتراضِ التذييليِّ وتقريرٌ له بأنَّ ذلك عادتُهم المستمرةُ . وقيل تصديقٌ لها من جهةِ الله تعالى على طريقةِ قولِه تعالى : { وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً } [ سورة الكهف ، الآية109 ] إثرَ قولِه : { لَنَفِدَ البحر قَبْلَ أَن تَنفَدَ كلمات رَبّي } [ سورة الكهف ، الآية109 ] .