السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قَالَتۡ إِنَّ ٱلۡمُلُوكَ إِذَا دَخَلُواْ قَرۡيَةً أَفۡسَدُوهَا وَجَعَلُوٓاْ أَعِزَّةَ أَهۡلِهَآ أَذِلَّةٗۚ وَكَذَٰلِكَ يَفۡعَلُونَ} (34)

ولما علمت أن من سخّر له الطير على هذا الوجه لا يعجزه شيء يريده { قالت } جواباً لما أحست في جوابهم من ميلهم إلى الحرب والحرب سجال لا يدري عاقبتها { إن الملوك } أي : مطلقاً فكيف بهذا النافذ الأمر ، العظيم القدر { إذا دخلوا } عنوة بالقهر { قرية أفسدوها } أي : بالنهب والتخريب { وجعلوا أعزة أهلها أذلة } أي : أهانوا أشرافها وكبراءها كي يستقيم لهم الأمر ، ثم أكدت هذا المعنى بقولها { وكذلك } أي : ومثل هذا الفعل العظيم الشأن { يفعلون } أي : هو خلق لهم مستمرّ في جميعهم فكيف بمن تطيعه الوحوش والطيور وغيرهما .

تنبيه : هذه الجملة من كلامها وهو كما قال ابن عادل الظاهر ، ولهذا جبلت عليه فتكون منصوبة بالقول ، ويحتمل أن تكون من كلام الله تعالى تصديقاً لها فهي استئنافية لا محل لها من الإعراب ، وهي معترضة بين قولها .