وقوله : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ } : إخبار بتأييده تعالى عباده المؤمنين ، وحفظه إياهم ، وحراسته لهم من الشيطان الرجيم ؛ ولهذا قال : { وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلا } أي : حافظًا ومؤيدًا وناصرًا .
وقال الإمام أحمد : حدثنا قتيبة ، حدثنا ابن لَهيعة ، عن موسى بن وَرْدَان ، عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المؤمن ليُنْضي شياطينه{[17657]} كما ينضي أحدكم بَعيرَه في السفر " {[17658]} .
القول في تأويل قوله تعالى : { إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَىَ بِرَبّكَ وَكِيلاً } .
يقول تعالى ذكره لإبليس : إن عبادي الذين أطاعوني . فاتبعوا أمري وعصوك يا إبليس . ليس لك عليهم حجة .
وقوله : وكَفَى بَرَبّكَ وَكِيلاً يقول جلّ ثناؤه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : وكفاك يا محمد ربك حفيظا ، وقيما بأمرك . فانقَدْ لأمره . وبلغ رسالاته هؤلاء المشركين . ولا تخف أحدا ، فإنه قد توكل بحفظك ونصرتك ، كما :
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : إنّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ وكَفَى بَرَبّكَ وَكِيلاً وعباده المؤمنون . وقال الله في آية أخرى إنّما سُلْطانُهُ عَلى الّذِينَ يَتَوَلّوْنَهُ والّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ .
وقوله { إن عبادي } الآية ، قول من الله تعالى لإبليس ، وقوله { عبادي } يريد المؤمنين في الكفر ، والمتقين في المعاصي ، وخصهم باسم العباد ، وإن كان اسماً عاماً لجميع الخلق ، من حيث قصد تشريفهم والتنويه بهم ، كما يقول رجل لأحد بنيه إذا رأى منه ما يحب : هذا ابني ، على معنى التنبيه منه والتشريف له ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص : «هذا خالي فليرني امرؤ خاله »{[7627]} و «السلطان » الملكة والتغلب ، وتفسيره هنا بالحجة قلق ، ثم قال تعالى لنبيه عليه السلام : { وكفى بربك } يا محمد حافظاً للمؤمنين ، وقيماً على هدايتهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.