لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن - الخازن  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا} (65)

{ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان } يعني بعبادة الأنبياء وأهل الفضل الصلاح لأنه لا يقدر على إغوائهم { وكفى بربك وكيلاً } أي حافظاً . والمعنى : أنه سبحانه وتعالى لما أمكن إبليس أن يأتي بما يقدر عليه من الوسوسة كان ذلك سبباً لحصول الخوف في قلب الإنسان ، قال تعالى { وكفى بربك وكيلاً } أي فالله سبحانه وتعالى أقدر منه وأرحم بعباده فهو يدفع عنهم كيد الشيطان ووساوسه ، ويعصمهم من إغوائه وإضلاله . وفي بعض الآثار أن إبليس لما خرج إلى الأرض قال : يا رب أخرجتني من الجنة لأجل آدم فسلطني عليه وعلى ذريته قال : أنت مسلط . قال : لا أستطيعه إلا بك فزدني ، قال : استفزز من استطعت منهم الآية . فقال آدم : يا رب سلطت إبليس علي وعلى ذريتي وإني لا أستطيعه إلا بك قال : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه قال رب زدني قال الحسنة بعشر أمثالها والسيئة بمثلها قال رب زدني قال : التوبة معروضة ما دام الروح في الجسد قال رب زدني فقال يا عبادي الذي أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله الآية . وفي الخبر قال إبليس : يا رب بعثت أنبياء وأنزلت كتباً فما قراءتي ؟ قال : الشعر . قال : فما كتابتي ؟ قال : الوشم ، قال : ومن رسلي ؟ قال الكهنة . قال : أي شيء مطعمي ؟ قال ما لم يذكر عليه اسمي قال فما شرابي قال كل مسكر قال : وأين مسكني ؟ قال الحمامات قال وأين مجلسي ؟ قال في الأسواق قال : وما حبائلي قال : النساء قال : وما أذاني ؟ قال المزمار .