البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٞۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِيلٗا} (65)

والإضافة إليه تعالى في { إن عبادي } إضافة تشريف ، والمعنى المختصين بكونهم { عبادي } لا يضافون إلى غيري كما قال في مقابلهم أولياؤهم الطاغوت وأولياء الشيطان .

وقيل : ثم صفة محذوفة أي { إن عبادي } الصالحين ، ونفى السلطان وهو الحجة والاقتدار على إغوائهم عن الإيمان ويدل على لحظ الصفة قوله { إنما سلطانه على الذين يتولونه } وقال الجبائي : { عبادي } عام في المكلفين ، ولذلك استثنى منه في أي من اتبعه في قوله { إلا من اتبعك من الغاوين } واستدل بهذا على أنه لا سبيل له ولا قدرة على تخليط العقل وإنما قدرته على الوسوسة ، ولو كان له قدرة على ذلك لخبط العلماء ليكون ضرره أتم ، ومعنى { وكيلاً } حافظاً لعباده الذين ليس له عليهم سلطان من إغواء الشيطان أو { وكيلاً } يكلون أمورهم إليه فهو حافظهم بتوكلهم عليه .