المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ} (22)

22- في لوح محفوظ لا ترقى إليه قوة بتحريف أو تبديل .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ} (22)

في لوح محفوظ من التحريف وقرأ نافع محفوظ بالرفع صفة ل القرآن وقرىء في لوح وهو الهواء يعني ما فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح .

ختام السورة:

عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ سورة البروج أعطاه الله بعدد كل جمعة وعرفة تكون في الدنيا عشر حسنات .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ} (22)

و «اللوح » : هو اللوح المحفوظ الذي فيه جميع الأشياء ، وقرأ خفض القراء : «في لوحٍ محفوظٍ » بالخفض صفة ل { لوح } المشهور بهذه الصفة ، وقرأ نافع وحده بخلاف عنه وابن محيصن والأعرج : «محفوظٌ » بالرفع صفة القرآن على نحو قوله تعالى : { وإنا له لحافظون }{[11730]} [ الحجر : 9 ] ، أي هو محفوظ في القلوب ، لا يدركه الخطأ والتعديل ، وقال أنس : إن اللوح المحفوظ هو في جبهة إسرافيل ، وقيل : هو من درة بيضاء قاله ابن عباس ، وهذا كله مما قصرت به الأسانيد ، وقرأ ابن السميفع : «في لُوح » بضم اللام .

نجز تفسير { البروج } والحمدلله رب العالمين .


[11730]:من الآية 9 من سورة الحجر.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ} (22)

ووُصف { قرآن } صفة أخرى بأنه مُودع في لوح .

واللوح : قطعة من خشب مستوية تتخذ ليُكتب فيها .

وسَوْق وصف { في لوح } مساق التنويه بالقرآن وباللوح ، يعيِّن أن اللوح كائن قُدُسي من كائنات العالم العلوي المغيَّبات ، وليس في الآية أكثر من أن اللوح أودع فيه القرآن ، فجعل الله القرآن مكتوباً في لوح علويّ كما جعَل التوراة مكتوبة في ألواح وأعطاها موسى عليه السلام فقال : { وكتبنا له في الألواح من كل شيء } [ الأعراف : 145 ] وقال : { وألقى الألواح } [ الأعراف : 150 ] وقال : { ولما سكت عن موسى الغضب أخذ الألواح } [ الأعراف : 154 ] ، وأما لوح القرآن فجعله محفوظاً في العالم العلوي .

وبعض علماء الكلام فسّروا اللَّوح بموجود سجلت فيه جميع المخلوقات مجتمعة ومجملة ، وسموا ذلك بالكتاب المبين ، وسموا تسجيل المخلوقات فيه بالقضاء ، وسموا ظهورها في الوجود بالقدَر ، وعلى ذلك درج الأصفهاني في « شرحه على الطوالع » حسبما نقله المنجور في « شرح نظم ابن زكري » مسوقاً في قسم العقائد السمعية وفيه نظر . وورد في آثار مختلفةِ القوة أنه موكل به إسرافيل وأنه كائن عن يمين العرش . واقتضت هذه الآية أن القرآن كله مسجل فيه .

وجاء في آية سورة الواقعة : { إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون } [ الواقعة : 77 ، 78 ] وهو ظاهر في أن اللوح المحفوظ ، والكتاب المكنون شيء واحد .

وأما المحفوظ والمكنون فبينهما تغاير في المفهوم وعموم وخصوص وجهيّ في الوقوع ، فالمحفوظ : المصون عن كل ما يثلمه وينقصه ولا يليق به وذلك كمال له . والمكنون : الذي لا يباح تناوله لكل أحد وذلك للخشية عليه لنفاسته ولم يثبت حديث صحيح في ذكر اللوح ولا في خصائصه وكل ما هنالك أقوال معزوّة لبعض السلف لا تعرف أسانيد عَزوها .

وورد أن القلم أول ما خلق الله فقال له : أكتب ، فجرى بما هو كائن إلى الأبد ، رواه الترمذي من حديث عبادة بن الصامت وقال الترمذي : حسن غريب ، وفيه عن ابن عباس اه .

وخَلق القلم لا يدل على خلق اللوح لأن القلم يكتب في اللوح وفي غيره .

والمجيد : العظيم في نوعه كما تقدم في قوله : { ذو العرش المجيد } [ البروج : 15 ] ومجد القرآن لأنه أعظم الكتب السماوية وأكثرها معاني وهدياً ووعظاً ، ويزيد عليها ببلاغته وفصاحته وإعجازه البشر عن معارضته .

ووقع في « التعريفات » للسيد الجرجاني : أن الألواح أربعة :

أولها : لَوح القضاء السابق على المحو والإثبات وهو لوح العقل الأول .

الثاني : لوح القدر أي النفس الناطقة الكلية وهو المسمى اللوح المحفوظ .

الثالث : لوح النفس الجزئية السماوية التي ينتقش فيها كل ما في هذا العالم بشكله وهيئته ومقداره وهو المسمى بالسماء الدنيا .

الرابع : لَوح الهيولى القابل للصورة في عالم الشهادة اه .

وهذا اصطلاح مخلوط بين التصوف والفلسفة . ولعله مما استقراه السيّد من كلام عدة علماء .

وقرأ الجمهور : { محفوظ } بالجر على أنه صفة { لوح } . وحفظ اللوح الذي فيه القرآن كناية عن حفظ القرآن .

وقرأه نافع وحده برفع { محفوظ } على أنه صفة ثانية لقرآن ويتعلق قوله : { في لوح } ب { محفوظ } . وحفظ القرآن يستلزم أن اللوح المودع هو فيه محفوظ أيضاً ، فلا جرم حصل من القراءتين ثبوت الحفظ للقرآن وللوح . فأما حفظ القرآن فهو حفظه من التغيير ومن تلقف الشياطين قال تعالى : { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون } [ الحجر : 9 ] .

وأما حفظ اللوح فهو حفظه عن تناول غير الملائكة إياه . أو حفظه كناية عن تقديسه كقوله تعالى : { في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون } [ الواقعة : 78 ، 79 ] .