فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ} (22)

{ في لوح محفوظ } أي مكتوب في لوح وهو أم الكتاب محفوظ عند الله من وصول الشياطين إليه ، قرأ الجمهور لوح بفتح اللام واتفق عليها القراء وقرأ الجمهور محفوظ بالجر على أنه نعت للوح وقرئ برفعه على أنه نعت للقرآن ، أي { بل هو قرآن مجيد } محفوظ في لوح ، قيل والمراد باللوح بضم اللام الهواء والفضاء الذي فوق السماء السابعة ، وبه قال أبو الفضل وكذا قال ابن خالويه .

وقال في الصحاح اللوح بالضم الهواء بين السماء والأرض ، وعن ابن عباس قال " أخبرت أن لوح الذكر لوح واحد فيه الذكر " وأن ذلك اللوح نور ، وأنه مسيرة ثلثمائة سنة " أخرجه ابن المنذر ، وعن أنس أن اللوح المحفوظ الذي ذكره الله في الآية في جبهة إسرافيل .

وأخرج أبو الشيخ قال السيوطي بسند جيد عن ابن عباس قال : " خلق الله اللوح المحفوظ كمسيرة مائة عام فقال للقلم قبل أن يخلق الخلق اكتب علمي في خلقي ، فجرى بما هو كائن إلى يوم القيامة " وقال مقاتل : اللوح المحفوظ عن يمين العرش .