قوله : { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } ، قرأ نافع{[59791]} : برفع «محفوظ » : نعتاً ل «قرآن » .
والباقون : بالجر ؛ نعتاً للوح .
والعامة : على فتح اللام ، وقرأ ابن السميفع{[59792]} وابن يعمر : بضمها .
قال الزمخشري{[59793]} : يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح ، «محفوظ » من وصول الشياطين إليه .
وقال أبو الفضل : «اللّوح » : الهواء ، وتفسير الزمخشري بالمعنى ، وهو الذي أراده ابن خالويه .
قال القرطبي{[59794]} : «فِي لوحٍ محفُوظٍ » أي : مكتوب في لوح ، وهو محفوظ عند الله - تعالى - من وصول الشياطين إليه .
وقيل : هو أم الكتاب ، ومنه انتسخ القرآن والكتب .
وقال بعض المتكلمين : «اللوح » شيء يلوح للملائكة فيقرءونه .
وفي «الصِّحاح »{[59795]} : لاح الشيء يلوح لوحاً ولواحاً : عطش ، وكل عظم عريض ، واللوح : الذي يكتب فيه ، واللُّوح : بالضم ، الهواء بين السماء والأرض . وأنشد دريد : [ الرجز ]
5159- *** عقابُ لُوحِ الجَوِّ أعْلَى مَتْنَا ***
قال ابن الخطيب{[59796]} : قال - هاهنا - : «فِي لَوْحٍ مَحفُوظٍ » ، وقال في آية أخرى : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } [ الواقعة : 77 ، 78 ] فيحتمل أن يكون الكتاب المكنون ، هو اللوح المحفوظ ، ثم كونه محفوظاً يحتمل أن يكون محفوظاً عن اطلاع الخلق عليه سوى الملائكة المقربين ، ويحتمل أن يكون المراد : ألاَّ يتغيَّر ولا يتبدل . والله أعلم .
روى الثعلبي عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورةَ { والسمآء ذَاتِ البروج } أعْطَاهُ اللهُ تعَالَى بعددِ كُلِّ يوم جُمعةٍ ، وكُلُّ يَوْم عَرفة ، يكُونُ في دَارِ الدُّنْيَا عَشْرَ حسَناتٍ »{[1]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.