اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فِي لَوۡحٖ مَّحۡفُوظِۭ} (22)

قوله : { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } ، قرأ نافع{[59791]} : برفع «محفوظ » : نعتاً ل «قرآن » .

والباقون : بالجر ؛ نعتاً للوح .

والعامة : على فتح اللام ، وقرأ ابن السميفع{[59792]} وابن يعمر : بضمها .

قال الزمخشري{[59793]} : يعني اللوح فوق السماء السابعة الذي فيه اللوح ، «محفوظ » من وصول الشياطين إليه .

وقال أبو الفضل : «اللّوح » : الهواء ، وتفسير الزمخشري بالمعنى ، وهو الذي أراده ابن خالويه .

قال القرطبي{[59794]} : «فِي لوحٍ محفُوظٍ » أي : مكتوب في لوح ، وهو محفوظ عند الله - تعالى - من وصول الشياطين إليه .

وقيل : هو أم الكتاب ، ومنه انتسخ القرآن والكتب .

وقال بعض المتكلمين : «اللوح » شيء يلوح للملائكة فيقرءونه .

وفي «الصِّحاح »{[59795]} : لاح الشيء يلوح لوحاً ولواحاً : عطش ، وكل عظم عريض ، واللوح : الذي يكتب فيه ، واللُّوح : بالضم ، الهواء بين السماء والأرض . وأنشد دريد : [ الرجز ]

5159- *** عقابُ لُوحِ الجَوِّ أعْلَى مَتْنَا ***

قال ابن الخطيب{[59796]} : قال - هاهنا - : «فِي لَوْحٍ مَحفُوظٍ » ، وقال في آية أخرى : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ } [ الواقعة : 77 ، 78 ] فيحتمل أن يكون الكتاب المكنون ، هو اللوح المحفوظ ، ثم كونه محفوظاً يحتمل أن يكون محفوظاً عن اطلاع الخلق عليه سوى الملائكة المقربين ، ويحتمل أن يكون المراد : ألاَّ يتغيَّر ولا يتبدل . والله أعلم .

ختام السورة:

روى الثعلبي عن أبيٍّ - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «مَنْ قَرَأ سُورةَ { والسمآء ذَاتِ البروج } أعْطَاهُ اللهُ تعَالَى بعددِ كُلِّ يوم جُمعةٍ ، وكُلُّ يَوْم عَرفة ، يكُونُ في دَارِ الدُّنْيَا عَشْرَ حسَناتٍ »{[1]} .


[1]:في النسختين تقدم. وندم تصحيح من الرازي. وانظر تصحيح ذلك وغيره في تفسير الإمام 28/117.
[59791]:ينظر: السبعة 678، والحجة 6/396، وإعراب القراءات 4/458، وحجة القراءات 757.
[59792]:ينظر : الكشاف 4/733، والمحرر الوجيز 5/463، والبحر المحيط 8/446، والدر المصون 6/505.
[59793]:الكشاف 4/733.
[59794]:الجامع لأحكام القرآن 19/196.
[59795]:ينظر الصحاح 1/402.
[59796]:ينظر: الفخر الرازي 31/114.