المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

143- فلولا أن يونس كان من المنزّهين لله ، المواظبين على ذكره ، لمات في بطن الحوت ، وما خرج منه إلى يوم البعث .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

69

وعندما أحس بالضيق في بطن الحوت سبح الله واستغفره وذكر أنه كان من الظالمين . وقال : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين )

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

وقوله : { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } ، قيل : لولا ما تقدم له من العمل في الرخاء . قاله الضحاك بن قيس ، وأبو العالية ، ووهَب بن مُنَبِّه ، وقتادة ، وغير واحد . واختاره ابن جرير . وقد ورد في الحديث الذي سنورده ما يدل على ذلك إن صح الخبر . وفي حديث عن ابن عباس : " تَعَرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة " {[25114]}

وقال ابن عباس ، وسعيد بن جُبَيْر ، والضحاك ، وعطاء بن السائب ، والسدي ، والحسن ، وقتادة : { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ } يعني : المصلين .

وصرح بعضهم بأنه كان من المصلين قبل ذلك . وقال بعضهم : كان من المسبحين في جوف أبويه . وقيل : المراد : { فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ } هو قوله : { فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } [ الأنبياء : 87 ، 88 ] قاله سعيد بن جبير وغيره .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، حدثنا عمي حدثنا أبو صخر{[25115]} : أن يزيد الرّقاشي حَدّثه : أنه سمع أنس بن مالك - ولا أعلم إلا أنّ أنسا يرفع الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم - " أن يونس النبي صلى الله عليه وسلم{[25116]} حين بدا له أن يدعو بهذه الكلمات ، وهو في بطن الحوت ، فقال : اللهم لا إله إلا أنت سبحانك ، إني كنت من الظالمين . فأقبلت الدعوة تحف بالعرش ، قالت الملائكة : يا رب ، هذا صوت ضعيف معروف من بلاد بعيده غريبة ؟ فقال : أما تعرفون ذلك ؟ قالوا : يا رب ، ومن هو ؟ قال : عبدي يونس . قالوا : عبدك يونس الذي لم يزل يرفع له عمل متقبل ، ودعوة مستجابة ؟ قالوا : يا رب ، أو لا ترحم ما كان يصنع في الرخاء فتنجِّيه في البلاء ؟ قال : بلى . فأمر الحوت فطرحه بالعرَاء " .

ورواه ابن جرير ، عن يونس ، عن ابن وهب ، به{[25117]} {[25118]} زاد ابن أبي حاتم : قال أبو صخر حُمَيد بن زياد : فأخبرني ابن قُسيَط وأنا أحدثه هذا الحديث : أنه سمع أبا هريرة يقول : طرح بالعراء ، وأنبت الله عليه اليقطينة . قلنا : يا أبا هريرة ، وما اليقطينة ، قال : شجرة الدُّباء . قال أبو هريرة : وَهَيَّأ الله له أرْويَّة وحشية تأكل من خشاش الأرض - أو قال : هشاش الأرض - قال : فَتَتَفشَّح{[25119]} عليه فَتَرْويه من لبنها كل عَشيَّة وبُكرةٍ حتى نَبَت .

وقال أمية بن أبي الصلت في ذلك بيتا من شعره :

فَأَنْبَتَ يَقْطينًا عَلَيه برَحْمَةٍ *** مِن الله لَولا اللهُ ألفى ضَاحيا{[25120]}

وقد تقدم حديث أبي هريرة مسندًا مرفوعا في تفسير سورة " الأنبياء " {[25121]} . ولهذا قال تعالى : { فَنَبَذْنَاهُ }


[25114]:- سيأتي تخريجه عند الآية: 38 من سورة الزمر.
[25115]:- في ت: "بإسناده".
[25116]:- في ت، س: "عليه السلام".
[25117]:- بياض في س.
[25118]:- تفسير الطبري (23/64).
[25119]:- في ت، س: "فتنفشخ".
[25120]:- البيت في السيرة النبوية لابن هشام (1/228).
[25121]:- (2) سورة الأنبياء، الآية: 87.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

و{ كان من المسبحين } بقوله : { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين } كما في سورة الأنبياء } ( 87 ) ، فأنجاه الله بسبب تسبيحه وتوبته فقذفه الحوت من بطنه إلى البر بعد أن مكث في جوف الحوت ثلاث ليال ، وقيل : يوماً وليلة ، وقيل : بضع ساعات .