الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

{ مِنَ المسبحين } من الذاكرين الله كثيراً بالتسبيح والتقديس . وقيل : هو قوله في بطن الحوت { لاَّ إله إِلاَّ أَنتَ سبحانك إِنّى كُنتُ مِنَ الظالمين } [ الأنبياء : 87 ] وقيل : من المصلين . وعن ابن عباس : كل تسبيح في القرآن فهو صلاة . وعن قتادة : كان كثير الصلاة في الرخاء . قال : وكان يقال : إن العمل الصالح يرفع صاحبه إذا عثر ، وإذا صرع وجد متكأً . وهذا ترغيب من الله عزّ وجلّ في إكثار المؤمن من ذكره بما هو أهله ، وإقباله على عبادته ، وجمع همه لتقييد نعمته بالشكر في وقت المهلة والفسحة ، لينفعه ذلك عنده تعالى في المضايق والشدائد .