فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{فَلَوۡلَآ أَنَّهُۥ كَانَ مِنَ ٱلۡمُسَبِّحِينَ} (143)

{ وإن يونس لمن المرسلين( 139 )إذ أبق إلى الفلك المشحون( 140 )فساهم فكان من المدحضين( 141 )فالتقمه الحوت وهو مليم( 142 )فلولا أنه كان من المسبحين( 143 )للبث في بطنه إلى يوم يبعثون( 144 )*فنبذناه بالعراء وهو سقيم( 145 )وأنبتنا عليه شجرة من يقطين( 146 )وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون( 147 )فآمنوا فمتعناهم إلى حين( 148 ) } .

يونس عليه السلام رسول من رسل الله ، وقد جاء ذكره في القرآن الكريم باسم ذي النون وصاحب الحوت-وهما بمعنى واحد-يقول ربنا تبارك اسمه : { فاصبر لحكم ربك ولا تكن كصاحب الحوت . . }{[3946]} ، ويقول جل ثناؤه : { وذا النون إذ ذهب مغاضبا }{[3947]} .

{ فلولا أنه كان من المسبحين . ( 143 ) للبث في بطنه إلى يوم يبعثون( 144 ) } لما دخل بطن الحوت استدام ذكر مولانا العظيم وتقديسه : { . . فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }{[3950]} فبهذا التسبيح نجاه الله تعالى من الهلاك والغم ، وأخرجه من بطن الحوت ، ومن ظلمات البحر ، ولولا أنه كان من الذاكرين لغدا طعاما لهذا الوحش الذي ابتلعه ، لكن تداركه فضل الله تعالى وحفظه .


[3946]:سورة القلم.من اللآية48.
[3947]:سورة الأنبياء.من اللآية87.

[3950]:سورة الأنبياء. من الآية 87.