المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ} (71)

71- أعمى الكافرون ولم يروا أنا خلقنا لهم مما صنعت قدرتنا أنعاماً{[194]} فهم مالكون لها ، يتصرفون فيها كما يشاءون ؟


[194]:الإبل والغنم والبقر.
 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ} (71)

والمقطع الثاني في هذا القطاع يعرض قضية الألوهية والوحدانية ، في إطار من مشاهدات القوم ، ومن نعم البارىء عليهم ، وهم لا يشكرون :

( أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون ? وذللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون . ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ? واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون . لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون . فلا يحزنك قولهم إنا نعلم ما يسرون وما يعلنون ) . .

أو لم يروا ? فآية الله هنا مشهودة منظورة بين أيديهم ، ليست غائبة ولا بعيدة ، ولا غامضة تحتاج إلى تدبرأو تفكير . . إنها هذه الأنعام التي خلقها الله لهم وملكهم إياها .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ} (71)

يذكر تعالى ما أنعم به على خلقه من هذه الأنعام التي سخرها لهم ، { فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ } : قال قتادة : مطيقون{[24863]} أي : جعلهم يقهرونها{[24864]} وهي ذليلة لهم ، لا تمتنع منهم ، بل لو جاء صغير إلى بعير لأناخه ، ولو شاء لأقامه وساقه ، وذاك ذليل منقاد معه . وكذا لو كان القطَارُ مائة بعير أو أكثر ، لسار الجميع بسيرِ صغيرٍ .


[24863]:- في أ : "مطيعون".
[24864]:- في أ : "يرونها".
 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ} (71)

{ أو لم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا } مما تولينا إحداثه ولم يقدر على إحداثه غيرنا ، وذكر الأيدي وإسناد العمل إليها استعارة تفيد مبالغة في الاختصاص ، والتفرد بالإحداث { أنعاما } خصها بالذكر لما فيها بدائع الفطرة وكثرة المنافع . { فهم لها مالكون } متملكون لها بتمليكنا إياها ، أو متمكنون من ضبطها والتصرف فيها بتسخيرنا إياها لهم قال :

أصبحت لا أحمل السلاح ولا *** أملك رأس البعير إن نفرا .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{أَوَلَمۡ يَرَوۡاْ أَنَّا خَلَقۡنَا لَهُم مِّمَّا عَمِلَتۡ أَيۡدِينَآ أَنۡعَٰمٗا فَهُمۡ لَهَا مَٰلِكُونَ} (71)

هذه مخاطبة في أمر قريش وإعراضهم عن الشرع وعبادتهم الأصنام فنبههم تعالى على الألوهية ، بما لا يحصى من الأدلة كثرة وبياناً ، فنبه بهذه الآية على إنعامه عليهم ببهيمة الأنعام ، وقوله تعالى { أيدينا } عبارة عن القدرة عبر عنها بيد وبيدين وب ( أيد ){[9817]} ، وذلك من حيث كان البشر إنما يقيمون القدرة والبطش باليد ، فعبر لهم عن القدرة بالجهة التي قربت في أفهامهم ، والله تعالى منزه عن الجارحة والتشبيه كله ، وقوله { فهم لها مالكون } تنبيه على أن النعمة في أن هذه الأنعام ليست بعاتية ولا مبتزة{[9818]} ، بل تقتنى وتقرب منافعها .


[9817]:أما التعبير باليد ففي قوله تعالى:{يد الله فوق أيديهم}، وأما التعبير باليدين ففي قوله سبحانه:{قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي}، وأما التعبير بالأيدي ففي آيتنا التي هي موضع التفسير
[9818]:يريد أنها ليست مأخوذة بالقهر والجفاء، من قولهم: بزّ الشيء: نزعه وأخذه بجفاء وقهر.