المرجان : صغار الدرّ ، وقيل : خرز أحمر .
58- { كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ } .
كأنهن في صفائهنّ الياقوت ، وفي حمرتهن المرجان .
كأنهن في صفائهن الياقوت ، وحمرة المرجان ، لو أدخلت في الياقوت سلكا ثم نظرت إليه لرأيته من ورائه .
أخرج الترمذي ، عن ابن مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن المرأة من نساء أهل الجنة ليُرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير ، حتى يُرى مخّها " xi .
قوله تعالى : { فبأي آلاء ربكما تكذبان* كأنهن الياقوت والمرجان } قال قتادة : صفاء الياقوت في بياض المرجان . وروينا عن أبي سعيد في صفة أهل الجنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لكل رجل منهم زوجتان على كل زوجة سبعون حلة ، يرى مخ سوقهن دون لحمهما ودمائهما وجلدهما " .
أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد ابن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو اليمان ، أنبأنا شعيب ، أنبأنا أبو الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء إضاءة ، قلوبهم على قلب رجل واحد ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، لكل امرئ منهم زوجتان من الحور العين يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن ، يسبحون الله بكرة وعشياً لا يسقمون ولا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ، ولا يتمخطون ، آنيتهم الذهب والفضة وأمشاطهم الذهب ، ووقود مجامرهم الألوة ورشحهم المسك على خلق رجل واحد على صورة أبيهم آدم ستون ذراعا في السماء " .
أخبرنا أبو سعيد الشريحي أنبأنا أبو إسحاق الثعلبي ، أنبأنا الحسين بن محمد بن الحسين ، أنبأنا هارون بن محمد بن هارون ، أنبأنا حازم بن يحيى الحلواني ، أنبأنا سهيل بن عثمان العسكري ، أنبأنا عبيدة بن حميد ، عن عطاء المسيب ، عن عمرو بن ميمون ، عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المرأة من أهل الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير ، ومخها ، إن الله تعالى يقول :{ كأنهن الياقوت والمرجان } فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكاً ثم استصفيته لرأيته من ورائه " . وقال عمرو بن ميمون : إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من ورائها كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء .
قوله تعالى : " كأنهن الياقوت والمرجان " روى الترمذي عن عبدالله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن المرأة من نساء أهل الجنة ليرى بياض ساقيها من وراء سبعين حلة حتى يرى مخها " وذلك بأن الله تعالى يقول : " كأنهن الياقوت والمرجان " فأما الياقوت فإنه حجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصفيته لأريته [ من ورائه ]{[14585]} ويروى موقوفا . وقال عمرو بن ميمون : إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة فيرى مخ ساقها من وراء ذلك ، كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء . وقال الحسن : هن في صفاء الياقوت ، وبياض المرجان{[14586]} .
ولما دل ما تقدم من وصف المستمتع بهن بالعزة والنفاسة ، زاده على وجه أفاد أنه يكون بهن غاية ما يكون من سكون النفس وقوة القلب وشدة البدن واعتدال الدم وغير ذلك من خواص ما شبههن به فقال : { كأنهن الياقوت } الذي هو في صفاته بحيث يشف عن سلكه وهو جوهر معروف ، قال في القاموس : أجوده الأحمر الرماني نافع للوسواس والخفقان وضعف القلب شرباً ولجمود الدم تعليقاً : { والمرجان * } في بياضه ، وصغار الدر أنصع بياضاً ، قال أبو عبد الله القزاز : والمرجان صغار اللؤلؤ ، وهذا الذي يخرج من نبات البحر أحمر معروف - انتهى . وقد يستفاد من ذلك أن ألوانهن البياض والحمرة على نوع من الإشراب هو في غاية الإعجاب من الشفوف والصفاء ، وهو مع ذلك ثابت لا يعتريه تغير ليطابق الحديث الذي فيه " يرى مخ ساقها من وراء سبعين حلة " وقال أبو حيان{[62014]} : شبههن بهما فيما يحسن التشبيه به فالياقوت في املاسه وشفوفه والمرجان في املاسه وجمال منظره