إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (58)

وقولُه تعالى : { كَأَنَّهُنَّ الياقوت والمرجان } إمَّا صفةٌ لقاصراتُ الطرفِ ، أو حالٌ منَها كالتي قبلَها أي مشبهاتٌ بالياقوتِ في حُمرةِ الوجنةِ ، والمرجانِ أي صغارِ الدرِّ في بياضِ البشرةِ وصفائِها ، فإنَّ صغارَ الدرِّ أنصعُ بياضاً من كبارِه قيل : إنَّ الحوراءَ تلبَسُ سبعينَ حُلَّة فيُرى مخُّ ساقِها منْ ورائِها كما يُرى الشرابُ الأحمرُ في الزجاجةِ البيضاءِ { فَبِأَيّ آلاء رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } . وقولُه تعالَى : { هَلْ جَزَاء الإحسان إِلاَّ الإحسان } استئنافٌ مقررٌ لمضمونِ ما فُصِّلُ قبلَهُ أي ما جزاءُ الإحسانِ في العملِ إلا الإحسانُ في الثوابِ .