المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (58)

{ الياقوت والمرجان } : هي من الأشياء التي قد برع حسنها واستشعرت النفوس جلالتها ، فوقع التشبيه بها لا في جميع الأوصاف لكن فيما يشبه ويحسن بهذه المشبهات ، ف { الياقوت } في إملاسه{[10848]} وشفوفه ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في صفة المرأة من نساء أهل الجنة : «يرى مخ ساقها من وراء العظم »{[10849]} { والمرجان } في إملاسه وجمال منظره ، وبهذا النحو من النظر سمت العرب النساء بهذه الأشياء كدرة بنت أبي لهب . ومرجانة أم سعيد وغير ذلك .


[10848]:مصدر (امّلس)، وأصل امّلس هذه: انملس فأدغم(اللسان).
[10849]:أخرج ابن أبي حاتم بسنده عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن المرأة من نساء أهل الجنة ليُرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة من حرير حتى يرى مخها).وأخرج الإمام أحمد عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(للرجل من أهل الجنة زوجتان من الحور العين، على كل واحدة سبعون حلة، يرى مخ ساقها من وراء الثياب)، قال ابن كثير في تفسيره:"تفرد به الإمام أحمد من هذا الوجه"، وقد روى مسلم عن محمد بن سيرين قال: إما تفاخروا وإما تذاكروا، الرجال أكثر في الجنة أم النساء؟ فقال أبو هريرة: أو لم يقل أبو القاسم صلى الله عليه وسلم:(إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر، والتي تليها على ضوء كوكب دري في السماء، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان يرى مخ ساقهما من وراء اللحم، وما في الجنة أعزب). وأخرجه الترمذي في القيامة وفي الجنة، والدارمي في الرقاق. وذكر السيوطي في الدر المنثور زيادة في رواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أخرجها أحمد، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي في البعث والنشور، قال:(ينظر إلى وجهها في خدها أصفى من المرآة، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب، وإنه يكون عليها سبعون ثوبا ينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك).