فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (58)

{ كأنهن الياقوت والمرجان } هذا صفة لقاصرات ، أو حال منهن ، ولم يذكر مكي غيره ، والياقوت جوهر نفيس ، يقال إن النار لا تؤثر فيه ، ومن المعلوم أن الياقوت أحمر اللون ، فهذا التشبيه يقتضي أن لون أهل الجنة البياض المشرب بحمرة ، فينافي المقرر المعلوم من أنه البياض المشرب بصفرة ، فالجواب أن التشبيه بالياقوت من حيث الصفاء لا من حيث الحمرة ، وهذا لا ينافي أن البياض مشرب بصفرة كما قال الحسن : هن في صفاء الياقوت وبياض المرجان ، وإنما خص المرجان على القول بأنه صغار الدر لأن صفاءها أشد من صفاء كبار الدر .

" عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في الآية قال : ينظر إلى وجهها في خدرها أصفى من المرآة ، وإن أدنى لؤلؤة عليها لتضيء ما بين المشرق والمغرب ، وإنه يكون عليها سبعون ثوبا وينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك{[1558]} " ، أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم وصححه ، والبيهقي في البعث " وعن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إن المرأة من نساء الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة ، حتى يرى مخها ، وذلك أن الله يقول { كأنهن الياقوت والمرجان } ، فأما الياقوت فحجر لو أدخلت فيه سلكا ثم استصغيته لرأيته من ورائه " ، أخرجه ابن أبي شيبة ، وهناد بن السري ، وابن أبي الدنيا ، وابن جرير ، وابن أبي حاتم ، وابن حبان ، وأبو الشيخ وغيرهم ، وقد رواه الترمذي موقوفا وقال : هو أصح


[1558]:رواه أحمد.