البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (58)

الياقوت : حجر معروف ، وقيل : لا تؤثر فيه النار ، قال الشاعر :

وطالما أصلى الياقوت جمر غضى *** ثم انطفى الجمر والياقوت ياقوت

قال قتادة : { كأنهن } على صفاء الياقوت وحمرة المرجان ، لو أدخلت في الياقوت سلكاً ، ثم نظرت إليه ، لرأيته من ورائه . انتهى .

وفي الترمذي : أن المرأة من نساء الجنة ليرى بياض ساقها من وراء سبعين حلة مخها .

وقال ابن عطية : الياقوت والمرجان من الأشياء التى يرتاح بحسنها ، فشبه بهما فيما يحسن التشبيه به ، فالياقوت في إملاسه وشفوفه ، والمرجان في إملاسه وجمال منظره ، وبهذا النحو من النظر سمت العرب النساء بذلك ، كدرة بنت أبي لهب ، ومرجانة أم سعيد . انتهى .