اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{كَأَنَّهُنَّ ٱلۡيَاقُوتُ وَٱلۡمَرۡجَانُ} (58)

قوله تعالى : { كَأَنَّهُنَّ الياقوت والمرجان } .

هذه الجملة يجوز أن تكون نعتاً ل «قَاصِرَات » ، وأن تكون حالاً منها . ولم يذكر مكي غيره{[54583]} .

و«الياقُوت » : جوهر نفيس ، يقال : إن النار لم تؤثر فيه .

ولذلك قال الحريري : [ البسيط ]

وطَالَمَا أصلي اليَاقوتُ جَمْر غَضَى *** ثُمَّ انْطفَى الجَمْرُ والياقوتُ يَاقوتُ{[54584]}

أي حاله لم يؤثر بها ، وجه التشبيه كما قال الحسن في صفاء الياقوت ، وبياض المرجان ، وهذا على القول بأنه أبيض .

وقيل : الوجه في الصفة بهما لنفاستهما لا للونهما ، ولذلك سموا بمرجانة ودُرَّة وشبه ذلك .


[54583]:ينظر: المشكل 2/708، والدر المصون 6/248.
[54584]:ينظر: البحر 8/185.