المنتخب في تفسير القرآن الكريم للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية - المنتخب [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

2- إن يلقوكم ويتمكنوا منكم تظهر لكم عداوتهم ، ويمدوا إليكم أيديهم وألسنتهم بما يسوؤكم ، وتمنوا كفركم مثلهم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

ثم بين تعالى شدة عداوتهم ، تهييجا للمؤمنين على عداوتهم ، { إِنْ يَثْقَفُوكُمْ } أي : يجدوكم ، وتسنح لهم الفرصة في أذاكم ، { يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً } ظاهرين ، { وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ } بالقتل والضرب ، ونحو ذلك .

{ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ } أي : بالقول الذي يسوء ، من شتم وغيره ، { وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ } فإن هذا غاية ما يريدون منكم .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

{ إن يثقفوكم }يظفروا بكم يكونوا لكم أعداء ولا ينفعكم إلقاء المودة إليهم ، { ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء } ما يسوؤكم كالقتل والشتم ، { وودوا لو تكفرون }وتمنوا ارتدادكم ومجيء ودوا وحده بلفظ الماضي للإشعار بأنهم ودوا قبل كل شيء وأن ودادتهم حاصلة وإن لم يثقفوكم .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

أخبر الله تعالى أن مداراة هؤلاء الكفار غير نافعة في الدنيا وأنها ضارة في الآخرة ليبين فساد رأي مصانعهم فقال تعالى : { إن يثقفوكم } أي إن يتمكنوا منكم وتحصلوا في ثقافهم ، ظهرت العداوة وانبسطت أيديهم بضرركم وقتلكم وألسنتهم بسبكم ، وهذا هو السوء ، وأشد من هذا كله أنهم إنما يقنعهم منكم أن تكفروا وهذا هو ودهم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

تفيد هذه الجملة معنى التعليل لمفاد قوله تعالى : { فقد ضل سواء السبيل } [ الممتحنة : 1 ] باعتبار بعض ما أفادته الجملة ، وهو الضلال عن الرشد ، فإنه قد يخفى ويظنّ أن في تطلب مودّة العدوِّ فائدة ، كما هو حال المنافقين المحكي في قوله تعالى : { الذين يتربصون بكم فإن كان لكم فتح من الله قالوا ألم نكن معكم وإن كان للكافرين نصيب قالوا ألم نستحوذ عليكم ونمنعكم من المؤمنين } [ النساء : 141 ] ، فقد يُظن أن موالاتهم من الدهاء والحزم رَجاء نفعهم إن دالت لهم الدولة ، فبيّن الله لهم خطأ هذا الظنّ ، وأنهم إن استفادوا من مودتهم إياهم إطلاعاً على قوتهم فتأهبوا لهم وظفِروا بهم لم يكونوا ليرقبوا فيهم إلاَّ ولا ذِمّةً ، وأنهم لو أخذوهم وتمكنوا منهم لكانوا أعداء لهم لأن الذي أضمر العداوة زمناً يعسر أن ينقلب ودوداً ، وذلك لشدة الحنق على ما لَقُوا من المسلمين من إبطال دين الشرك وتحقير أهله وأصنامهم .

وفعل { يكونوا } مشعر بأن عداوتهم قديمة وأنها تستمر .

والبسط : مستعار للإِكثار لما شاع من تشبيه الكثير بالواسع والطويل ، وتشبيه ضده وهو القبض بضد ذلك ، فبسط اليد الإِكثار من عملها .

والمراد به هنا : عمل اليد الذي يضرّ مثل الضرب والتقييد والطعن ، وعمل اللسان الذي يؤذي مثل الشتم والتهكم . ودلّ على ذلك قوله : { بالسوء } ، فهو متعلق ب { يبسطوا } الذي مفعوله { أيديهم وألسنتهم } .

وجملة { وودوا لو تكفرون } حال من ضمير { يكونوا } ، والواو واو الحال ، أي وهم قد وَدُّوا مِن الآن أن تَكفروا فكيف لو يأسرونكم أَليس أهم شيء عندهم حينئذٍ أن يردُّوكم كفاراً ، فجملة الحال دليل على معطوففٍ مقدّر على جواب الشرط كأنه قيل : إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء إلى آخره ، ويردوكم كفاراً ، وليست جملة { وودوا لو تكفرون } معطوفة على جملة الجواب ، لأن مَحبتهم أن يَكفر المسلمون محبة غير مقيدة بالشرط ، ولذلك وقع فعل { وَدُّوا } ماضياً ولم يقع مضارعاً مثل الأفعال الثلاثة قبله { يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا } ليُعلم أنه ليس معطوفاً على جواب الشرط .

وهذا الوجه أحسن مما في كتاب « الإِيضاح » للقزويني في بحث تقييد المسند بالشرط ، إذّ استظهر أن يكون { وودوا لو تكفرون } عطفاً على جملة { إن يثقفوكم } .

ونَظّره بجملة { ثم لا يُنصرون } من قوله تعالى : { وإن يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا ينصرون } في آل عمران ( 111 ) . فإن المعطوف ب ( ثُم ) فيها عطفٌ على مجموع الشرط وفعله وجوابه لا على جملة فعل الشرط .

ولو } هنا مصدرية ففعل { تكفرون } مؤول بمصدر ، أي ودُّوا كفركم .