تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

الآية 2 وقوله تعالى : { إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم } فوجه ذلك وتأويله عندنا ، والله أعلم أنه لما رآهم رغبوا في أموالهم ومودتهم رغبة منهم في الكفر أن يحفظوا أولادهم وأموالهم أخبرهم أن كيف يرغبون في حفظهم ، وهم لما قدروا عليكم ، وظفروا بكم ، قتلوكم ، وآذوكم بألسنتهم ، فكأنه يقول : كيف توالوهم من حيث تسرون إليهم بالمودة ، وهم لو ظفروا بكم قتلوكم ، وكانوا لكم أعداء .

وقوله تعالى : { وودوا لو تكفرون } يعني أنهم يودون أن تكفروا ، ومع ما يودون أن تكفروا ، لو قدروا عليكم قتلوكم فمن كانت حالهم منكم مثل هذا فكيف تطمعون أن يحفظوا أولادكم وأموالكم ؟ .