فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

{ إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء } أي إن يلقوكم ويصادفوكم يظهروا لكم ما في قلوبهم من العداوة ، ومنه المثاقفة وهي طلب مصادفة العزة في المسابقة ، يقال : ثقفت الشيء ثقفا من باب تعب أخذته ، وثقفت الرجل في الحرب أدركته ، وثقفته ظفرت به ، وثقفت الحديث فهمته بسرعة ، والفاعل ثقيف ، وقيل : المعنى إن يظفروا بكم ويتمكنوا منكم ، والمعنيان متقاربان { ويبسطوا إليكم أيديهم } بالضرب ونحوه { وألسنتهم بالسوء } أي بالسب والشتم ، { وودوا لو تكفرون } معطوف على جواب الشرط ، أو على جملة الشرط والجزاء ، ورجحه أبو حيان على غيره من الاحتمالات ، والمعنى أنهم تمنوا ارتدادكم وودوا رجوعكم إلى الكفر .