الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

وقوله سبحانه : { إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَاءً } الآية : أخبر تعالى أَنَّ مُدَارَاةَ هؤلاء الكفرة غيرُ نافعة في الدنيا ، وأَنَّها ضارَّةٌ في الآخرة ؛ ليبين فسادَ رأي مُصَانِعِهِمْ ، فقال : { إِن يَثْقَفُوكُمْ } أي : إنْ يتمكنوا منكم وتحصلوا في ثقافهم ظهرت عداوتهم ، وانبسطت إليكم أيديهم بِضَرَرِكُمْ وَقَتْلِكُمْ ، وانبسطت ألسنتُهم بسبِّكم ، وأَشَدُّ من هذا كله إنَّما يقنعهم أَنْ تكفروا ، وهذا هو ودهم ، ، ثم أخبر تعالى أنَّ هذه الأرحامَ التي رغبتم في وصلها ، ليستْ بنافعة يومَ القيامة ، فالعامل في { يَوْمَ } .