فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{إِن يَثۡقَفُوكُمۡ يَكُونُواْ لَكُمۡ أَعۡدَآءٗ وَيَبۡسُطُوٓاْ إِلَيۡكُمۡ أَيۡدِيَهُمۡ وَأَلۡسِنَتَهُم بِٱلسُّوٓءِ وَوَدُّواْ لَوۡ تَكۡفُرُونَ} (2)

{ إِن يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُواْ لَكُمْ أَعْدَاء } أي إن يلقوكم ويصادفوكم يظهروا لكم ما في قلوبهم من العداوة ، ومنه المثاقفة ، وهي طلب مصادفة الغرّة في المسابقة ، وقيل المعنى : إن يظفروا بكم ويتمكنوا منكم ، والمعنيان متقاربان { وَيَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بالسوء } أي يبسطوا إليكم أيديهم بالضرب ونحوه ، وألسنتهم بالشتم ونحوه { وَوَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ } هذا معطوف على جواب الشرط ، أو على جملة الشرط والجزاء ، ورجح هذا أبو حيان ، والمعنى : أنهم تمنوا ارتدادهم وودّوا رجوعهم إلى الكفر .

/خ3