القول في تأويل قوله تعالى : { كَأَنّهُنّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ * هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاّ الإِحْسَانُ * فَبِأَيّ آلآءِ رَبّكُمَا تُكَذّبَانِ } .
يقول تعالى ذكره كأن هؤلاء القاصرات الطرف اللواتي هنّ في هاتين الجنتين في صفائهن الياقوت الذي يرى السلك الذي فيه من ورائه ، فكذلك يرى مخّ سوقهنّ من وراء أجسامهنّ ، وفي حسنهنّ الياقوت والمرجان . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر الأثر الذي رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك :
حدثني محمد بن حاتم ، قال : حدثنا عبيدة ، عن حُمَيد ، عن عطاء بن السائب ، عن عمرو بن ميمون ، عن ابن مسعود عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال : «إنّ المَرأةَ مِنْ أهْل الجَنّةِ لَيُرَى بَياضُ ساقِها مِنْ وَرَاءِ سَبْعِينَ حُلّةً مِنْ حَرِيرٍ ومُخّها ، وذلكَ أنّ اللّهَ تَبارَكَ وَتَعالى يَقُولُ : كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ أمّا الياقُوتُ فإنّهُ لَوْ أدْخَلْتَ فِيهِ سِلْكا ثُمّ اسْتَصْفَيْتَهُ لرأيْتَهُ مِنْ وَرَائِهِ » .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا ابن علية ، عن عطاء بن السائب ، عن عمرو بن ميمون ، قال : قال ابن مسعود : إن المرأة من أهل الجنة لتلبس سبعين حلة من حرير ، يرى بياض ساقها وحسن ساقها من ورائهنّ ، ذلكم بأن الله يقول : كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ ألا وإنما الياقوت حجر فلو جعلت فيه سلكا ثم استصفيته ، لنظرت إلى السلك من وراء الحجر .
قال : ثنا ابن علية ، قال : حدثنا أبو رجاء ، عن الحسن ، في قوله : كأنّهُنّ الياقُوتُ والمَرْجانُ في بياض المرجان .
حدثنا أبو هشام الرفاعي ، قال : حدثنا ابن فضيل ، قال : حدثنا عطاء بن السائب ، عن عمرو بن ميمون ، قال : أخبرنا عبد الله : إن المرأة من أهل الجنة لتلبس سبعين حلة من حرير ، فيرى بياض ساقها وحسنه ، ومخّ ساقها من وراء ذلك ، وذلك لأن الله قال : كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ ألا ترى أن الياقوت حجر فإذا أدخلت فيه سلكا ، رأيت السلك من وراء الحجر .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا عبد الرحمن ، قال : حدثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون ، قال : «إن المرأة من الحور العين لتلبس سبعين حلة ، فيرى مخّ ساقها كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء » .
حدثني محمد بن عبيد المحاربيّ ، قال : حدثنا المطلب بن زياد ، عن السديّ ، في قوله : كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ قال : صفاء الياقوت وحسن المرجان .
حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ صفاء الياقوت في بياض المرجان . ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم قال : «مَنْ دَخَلَ الجَنّةَ فَلَهُ فِيها زَوْجَتانِ يُرَى مُخّ سُوقِهِما مِنْ وَرَاءِ ثِيابِهِما » .
حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا محمد بن مروان ، قال : حدثنا أبو العوّام ، عن قتادة كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ قال : شبّه بهنّ صفاء الياقوت في بياض المرجان .
حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ في صفاء الياقوت وبياض المرجان .
حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ قال : كأنهنّ الياقوت في الصفاء ، والمرجان في البياض ، الصفاء : صفاء الياقوتة ، والبياض : بياض اللؤلؤ .
حدثنا ابن حُمَيد ، قال : حدثنا مهران ، عن سفيان كأنّهُنّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ قال : في صفاء الياقوت وبياض المرجان .
{ الياقوت والمرجان } : هي من الأشياء التي قد برع حسنها واستشعرت النفوس جلالتها ، فوقع التشبيه بها لا في جميع الأوصاف لكن فيما يشبه ويحسن بهذه المشبهات ، ف { الياقوت } في إملاسه{[10848]} وشفوفه ، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في صفة المرأة من نساء أهل الجنة : «يرى مخ ساقها من وراء العظم »{[10849]} { والمرجان } في إملاسه وجمال منظره ، وبهذا النحو من النظر سمت العرب النساء بهذه الأشياء كدرة بنت أبي لهب . ومرجانة أم سعيد وغير ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.