واللام فى قوله : { لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ . . } متعلقة بقوله { لَّن تَبُورَ } على معنى ، يرجون تجارة لن تكسد لأجل أن يفويهم أجورهم التى وعدهم بها ، ويزيدهم فى الدنيا والآخرة من فضله ونعمه وعطائه .
أو متعلقة بمحذوف ، والتقدير : فعلوا ما فعلوا ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله { إِنَّهُ } - سبحانه - { غَفُورٌ } أى : واسع المغفرة { شَكُورٌ } أى : كثير العطاء لمن يطيعه ويؤدى ما كلفه به .
أي : ليوفيهم ثواب ما فعلوه ويضاعفه لهم بزيادات لم تخطر لهم ، { إِنَّهُ غَفُورٌ } أي : لذنوبهم ، { شَكُورٌ } للقليل من أعمالهم .
قال قتادة : كان مُطَرِّف ، رحمه الله ، إذا قرأ هذه الآية يقول : هذه آية القراء .
قال{[1]} الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا حيوة ، حدثنا سالم بن غيلان أنه سمع دَرَّاجا أبا السمح يحدث عن أبي الهيثم ، عن أبي سعيد الخُدْريّ ، رضي الله عنه ، أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إن الله تعالى{[2]} إذا رضي عن العبد أثنى عليه سَبْعةَ{[3]} أصناف من الخير لم يعمله ، وإذا سخط على العبد أثنى عليه سَبْعة{[4]} أصناف من الشر لم يعمله{[5]} ، غريب جدا .
واللام في قوله { ليوفيهم } متعلقة بفعل مضمر يقتضيه لفظ الآية تقديره وعدهم بأن لا تبور ، أو فعلوا ذلك كله ، أو أطاعوه ونحو هذا من التقديرات ، وقوله { ويزيدهم من فضله } قالت فرقة : هو تضعيف الحسنات من العشر إلى السبعمائة ، وتوفية الأجور على هذا هي المجازاة مقابلة ، وقالت فرقة : إن التضعيف داخل في توفيه الأجور ، وأما الزيادة من فضله إما النظر إلى وجهه تعالى ، وإما أن يجعلهم شافعين في غيرهم ، كما قال تعالى : { للذين أحسنوا الحسنى وزيادة }{[9726]} [ يونس : 26 ] و { غفور } معناه متجاوز عن الذنوب ساتر لها ، و { شكور } معناه مجاز عن اليسير من الطاعات مقرب لعبده .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.