السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ} (30)

{ ليوفيهم أجورهم } أي : جزاء أعمالهم بالثواب { ويزيدهم من فضله } قال ابن عباس رضي الله عنه : يعني سوى الثواب ما لم تر عين ولم تسمع أذن ، ويحتمل أن يزيدهم النظر إليه تعالى كما جاء في تفسير الزيادة وهذا هو النعمة العظمى { إنه غفور شكور } قال ابن عباس رضي الله عنه : يغفر الذنب العظيم من ذنوبهم ويشكر اليسير من أعمالهم ، وقيل : غفور عند إعطاء الأجر شكور عند إعطاء الزيادة .

تنبيه : في خبر إن من قوله { إن الذين يتلون كتاب الله } وجهان : أحدهما : أنه الجملة من قوله تعالى : يرجون تجارة أي : إن التالين يرجون ، ولن تبور صفة تجارة ، وليوفيهم متعلق ب يرجون أو تبور ، أو بمحذوف أي : فعلوا ذلك ليوفيهم ، وعلى الوجهين الأولين يجوز أن تكون لام العاقبة . والثاني : أن الخبر إنه غفور شكور جوز هذا الزمخشري على حذف العائد أي : غفور لهم وعلى هذا فيرجون حال من أنفقوا أي : أنفقوا ذلك راجين .