الآية 30 وكذلك ما ذكر من إيفاء الأجر لهم على أعمالهم حين قال : { ليوفّيهم أجورهم } وذلك ليس في الحقيقة أجرا لما يستوجبون الأجر قِبله بتلك الأعمال لما عليهم من الشكر في ما أنعم عليهم من أنواع النّعم حتى يتضرّعوا{[17277]} عند شكر ما أنعم عليهم فيكون{[17278]} ذلك أجرا لهم . لكنه ، عز ، وعلا ، بفضله وإنعامه وعد لهم الثواب والأجر على إحسانهم وأعمالهم الصالحات إفضالا منه ، وسمّى ذلك تجارة ، كأن ليس ذلك له في الحقيقة ، ترغيبا منه الخلق على ذلك وتحريضا لهم في ذلك ، والله أعلم .
[ وقوله تعالى ]{[17279]} : { ويزيدهم من فضله } على ذلك أيضا .
وقوله تعالى : { إنه غفور شكور } يحتمل قوله : { غفور } أي ستور لمساوئهم { شكور } أي مُظهرٌ لحسناتهم بإدخال إياهم الجنة ليعلم [ كل ]{[17280]} أحد أنه كان محسنا لا مسيئا ، أو { غفورا } يتجاوز عن مساوئهم { شكورا } يقبل اليسير من العمل القليل منهم ، يجزيهم على ذلك الجزيل من الثواب ، والله أعلم .
وقوله تعالى : { لن تبور } قال أبو عوسجة والقتبي : أي لن تكسُد ، يقال : بارت التجارة تبور ، فهي بائرة ، إذا كسدت { ليوفّيهم أجورهم } من الإيفاء ، يقال : أوفيته حقه ، أي أعطيته [ إياه ]{[17281]} كله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.