تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ} (30)

الآية 30 وكذلك ما ذكر من إيفاء الأجر لهم على أعمالهم حين قال : { ليوفّيهم أجورهم } وذلك ليس في الحقيقة أجرا لما يستوجبون الأجر قِبله بتلك الأعمال لما عليهم من الشكر في ما أنعم عليهم من أنواع النّعم حتى يتضرّعوا{[17277]} عند شكر ما أنعم عليهم فيكون{[17278]} ذلك أجرا لهم . لكنه ، عز ، وعلا ، بفضله وإنعامه وعد لهم الثواب والأجر على إحسانهم وأعمالهم الصالحات إفضالا منه ، وسمّى ذلك تجارة ، كأن ليس ذلك له في الحقيقة ، ترغيبا منه الخلق على ذلك وتحريضا لهم في ذلك ، والله أعلم .

[ وقوله تعالى ]{[17279]} : { ويزيدهم من فضله } على ذلك أيضا .

وقوله تعالى : { إنه غفور شكور } يحتمل قوله : { غفور } أي ستور لمساوئهم { شكور } أي مُظهرٌ لحسناتهم بإدخال إياهم الجنة ليعلم [ كل ]{[17280]} أحد أنه كان محسنا لا مسيئا ، أو { غفورا } يتجاوز عن مساوئهم { شكورا } يقبل اليسير من العمل القليل منهم ، يجزيهم على ذلك الجزيل من الثواب ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { لن تبور } قال أبو عوسجة والقتبي : أي لن تكسُد ، يقال : بارت التجارة تبور ، فهي بائرة ، إذا كسدت { ليوفّيهم أجورهم } من الإيفاء ، يقال : أوفيته حقه ، أي أعطيته [ إياه ]{[17281]} كله .


[17277]:في الأصل وم: وحتى يتضرعون.
[17278]:في الأصل وم: حتى يكون.
[17279]:ساقطة من الأصل وم.
[17280]:ساقطة من الأصل وم.
[17281]:ساقطة من الأصل وم.