فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{لِيُوَفِّيَهُمۡ أُجُورَهُمۡ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦٓۚ إِنَّهُۥ غَفُورٞ شَكُورٞ} (30)

واللام في { لِيُوَفّيَهُمْ أُجُورَهُمْ } متعلق بلن تبور ، على معنى : أنها لن تكسد لأجل أن يوفيهم أجور أعمالهم الصالحة ، ومثل هذه الآية قوله سبحانه : { فَأَمَّا الذين ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ الصالحات فَيُوَفّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُمْ مّن فَضْلِهِ } [ النساء : 173 ] . وقيل : إن اللام متعلقة بمحذوف دلّ عليه السياق : أي فعلوا ذلك ليوفيهم ، ومعنى { وَيَزِيدَهُم مّن فَضْلِهِ } أنّه يتفضل عليهم بزيادة على أجورهم التي هي جزاء أعمالهم ، وجملة { إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ } تعليل لما ذكر من التوفية والزيادة : أي غفور لذنوبهم شكور لطاعتهم ، وقيل : إن هذه الجملة هي : خبر إنّ ، وتكون جملة يرجون في محل نصب على الحال ، والأوّل أولى .

/خ35